سبب نزول الآيات من رقم (106) إلى رقم (110) من سورة النحل
﴿مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ * لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرونَ * ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾
النزول:
قيل نزل قوله ﴿إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان﴾ في جماعة أكرهوا وهم عمار وياسر أبوه وأمه سمية وصهيب وبلال وخباب عذبوا وقتل أبو عمار وأمه وأعطاهم عمار بلسانه ما أرادوا منه ثم أخبر سبحانه بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقال قوم كفر عمار فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم) كلا أن عمارا مليء إيمانا من قرنه إلى قدمه واختلط الإيمان بلحمه ودمه وجاء عمار إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وهو يبكي فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم) ما وراءك فقال شر يا رسول الله ما تركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير فجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يمسح عينيه ويقول إن عادوا لك فعد لهم بما قلت فنزلت الآية عن ابن عباس وقتادة وقيل نزلت في أناس من أهل مكة آمنوا وخرجوا يريدون المدينة فأدركهم قريش وفتنوهم فتكلموا بكلمة الكفر كارهين عن مجاهد وقيل أن ياسرا وسمية أبوي عمار أول شهيدين في الإسلام وقوله ﴿من كفر بالله﴾ و﴿من شرح بالكفر صدرا﴾ وهو عبد الله بن سعد بن أبي سرح من بني عامر بن لؤي وأما قوله ﴿ثم إن ربك للذين هاجروا﴾ الآية فقيل إنها نزلت في عياش بن أبي ربيعة أخي أبي جهل من الرضاعة وأبي جندل بن سهيل بن عمرو والوليد بن المغيرة وغيرهم من أهل مكة فتنهم المشركون فأعطوهم بعض ما أرادوا ثم أنهم هاجروا بعد ذلك وجاهدوا فنزلت الآية فيهم.