غيب:
الغيب مصدر غابت الشمس وغيرها إذا استترت عن العين، يقال غاب عنى كذا، قال تعالى: ﴿أم كان من الغائبين﴾ واستعمل في كل غائب عن الحاسة وعما يغيب عن علم الانسان بمعنى الغائب، قال ﴿وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين﴾ ويقال للشئ غيب وغائب باعتباره بالناس لا بالله تعالى فإنه لا يغيب عنه شئ كما لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض﴾.
وقوله ﴿عالم الغيب والشهادة﴾ أي ما يغيب عنكم وما تشهدونه، والغيب في قوله ﴿يؤمنون بالغيب﴾ ما لا يقع تحت الحواس ولا تقتضيه بداية العقول وإنما يعلم بخبر الأنبياء عليهم السلام وبدفعه يقع على الانسان اسم الالحاد، ومن قال الغيب هو القرآن، ومن قال هو القدر فإشارة منهم إلى بعض ما يقتضيه لفظه.
وقال بعضهم: معناه يؤمنون إذا غابوا عنكم وليسوا كالمنافقين الذين قيل فيهم ﴿وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون﴾ وعلى هذا قوله ﴿الذين يخشون ربهم بالغيب - من خشي الرحمن بالغيب - ولله غيب السماوات والأرض - أطلع الغيب - ولا يظهر على غيبه أحدا - لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله - ذلك من أنباء الغيب - وما كان الله ليطلعكم على الغيب - إنك علام الغيوب - إن ربى يقذف بالحق علام الغيوب﴾ وأغابت المرأة غاب زوجها.
وقوله في صفة النساء: ﴿حافظات للغيب بما حفظ الله﴾ أي لا يفعلن في غيبة الزوج ما يكرهه الزوج.
والغيبة أن يذكر الانسان غيره بما فيه من عيب من غير أن أحوج إلى ذكره، قال تعالى: ﴿ولا يغتب بعضكم بعضا﴾ والغيابة منهبط من الأرض ومنه الغابة للأجمة، قال ﴿في غيابة الجب﴾ ويقال هم يشهدون أحيانا ويتغايبون أحيانا وقوله ﴿ويقذفون بالغيب من مكان بعيد﴾ أي من حيث لا يدركونه ببصرهم وبصيرتهم.