فوز:

 

الفوز الظفر بالخير مع حصول السلامة، قال ﴿ذلك هو الفوز الكبير - فاز فوزا عظيما - ذلك هو الفوز المبين﴾ وفى أخرى ﴿العظيم - أولئك هم الفائزون﴾ والمفازة قيل سميت تفاؤلا للفوز وسميت بذلك إذا وصل بها إلى الفوز فإن القفر كما يكون سببا للهلاك فقد يكون سببا للفوز فيسمى بكل واحد منهما حسبما يتصور منه ويعرض فيه، وقال بعضهم: سميت مفازة من قولهم فوز الرجل إذا هلك، فإن يكن فوز بمعنى هلك صحيحا فذلك راجع إلى الفوز تصورا لمن مات بأنه نجا من حبالة الدنيا، فالموت وإن كان من وجه هلكا فمن وجه فوز ولذلك قيل ما أحد إلا والموت خير له، هذا إذا اعتبر بحال الدنيا، فأما إذا اعتبر بحال الآخرة فيما يصل إليه من النعيم فهو الفوز الكبير ﴿فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز﴾ وقوله ﴿فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب﴾ فهي مصدر فاز والاسم الفوز أي لا تحسبنهم يفوزون ويتخلصون من العذاب.

 

وقوله ﴿إن للمتقين مفازا﴾ أي فوزا، أي مكان فوز ثم فسر فقال ﴿حدائق وأعنابا﴾ الآية.

 

وقوله ﴿ولئن أصابكم فضل﴾ إلى قوله ﴿فوزا عظيما﴾ أي يحرصون على أغراض الدنيا ويعدون ما ينالونه من الغنيمة فوزا عظيما.