كسب:

الكسب ما يتحراه الانسان مما فيه اجتلاب نفع وتحصيل حظ ككسب المال، وقد يستعمل فيما يظن الانسان أنه يجلب منفعة ثم استجلب به مضرة.

والكسب يقال فيما أخذه لنفسه ولغيره ولهذا قد يتعدى إلى مفعولين فيقال كسبت فلانا كذا، والاكتساب لا يقال إلا فيما استفدته لنفسك فكل اكتساب كسب وليس كل كسب اكتسابا، وذلك نحو خبز واختبز وشوى واشتوى وطبخ واطبخ وقوله: ﴿أنفقوا من طيبات ما كسبتم﴾ روى أنه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: " أي الكسب أطيب ؟ فقال عليه الصلاة والسلام، عمل الرجل بيده، وقال: إن أطيب ما يأكل الرجل من كسبه وإن ولده من كسبه " وقال: ﴿لا يقدرون على شئ مما كسبوا﴾ وقد ورد في القرآن في فعل الصالحات والسيئات، فمما استعمل في الصالحات قوله: ﴿أو كسبت في إيمانها خيرا﴾ وقوله: ﴿ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة﴾ إلى قوله ﴿مما كسبوا﴾: ومما يستعمل في السيئات ﴿أن تبسل نفس بما كسبت - أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا - إن الذين يكسبون الاثم سيجزون بما كانوا يقترفون - فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون﴾ وقال: ﴿فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون - ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا - ولا تكسب كل نفس إلا عليها﴾ وقوله: ﴿ثم توفى كل نفس ما كسبت﴾ فمتناول لهما.

والاكتساب قد ورد فيهما، قال في الصالحات ﴿للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن﴾ وقوله: ﴿لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت﴾ فقد قيل خص الكسب ههنا بالصالح والاكتساب بالسيئ، وقيل عنى بالكسب ما يتحراه من المكاسب الأخروية، وبالاكتساب، ما يتحراه من المكاسب الدنيوية، وقيل عنى بالكسب ما يفعله الانسان من فعل خير وجلب نفع إلى غيره من حيثما يجوز وبالاكتساب ما يحصله لنفسه من نفع يجوز تناوله، فنبه على أن ما يفعله الانسان لغيره من نفع يوصله إليه فله الثواب وأن ما يحصله لنفسه وإن كان متناولا من حيثما يجوز على الوجه فقلما ينفك من أن يكون عليه، إشارة إلى ما قيل " من أراد الدنيا فليوطن نفسه على المصائب "، وقوله تعالى: ﴿إنما أموالكم وأولادكم فتنة﴾ ونحو ذلك.