ماء:

 

﴿وجعلنا من الماء كل شئ حي - ماء طهورا﴾ ويقال ماه بنى فلان، وأصل ماء موه بدلالة قولهم في جمعه أمواه ومياه في تصغيره مويه، فحذف الهاء وقلب الواو، ورجل ماء القلب كثر ماء قلبه، فماه هو مقلوب من موه أي فيه ماء، وقيل هو نحو رجل قاه، وماهت الركية تميه وتماه وبئر ميهة وماهة، وقيل ميهة، وأماه الرجل وأمهى بلغ الماء.

 

وما في كلامهم عشرة خمسة أسماء وخمسة حروف، فإذا كان اسما فيقال للواحد والجمع والمؤنث على حد واحد، ويصح أن يعتبر في الضمير لفظه مفردا وأن يعتبر معناه للجمع.

 

فالأول من الأسماء بمعنى الذي نحو ﴿ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم﴾ ثم قال: ﴿هؤلاء شفعاؤنا عند الله﴾ لما أراد الجمع، وقوله ﴿ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا﴾ الآية، فجمع أيضا، وقوله: ﴿بئسما يأمركم به أيمانكم﴾ الثاني: نكرة نحو ﴿نعما يعظكم به﴾ أي نعم شيئا يعظكم به، وقوله ﴿فنعما هي﴾ فقد أجيز أن يكون ما نكرة في قوله ﴿ما بعوضة فما فوقها﴾ وقد أجيز أن يكون صلة فما بعده يكون مفعولا تقديره أن يضرب مثلا بعوضة.

 

الثالث: الاستفهام ويسأل به عن جنس ذات الشئ ونوعه وعن جنس صفات الشئ ونوعه، وقد يسأل به عن الاشخاص والأعيان في غير الناطقين.

 

وقال بعض النحويين: وقد يعبر به عن الاشخاص الناطقين كقوله ﴿إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم - إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شئ﴾ وقال الخليل: ما استفهام أي أي شئ تدعون من دون الله ؟ وإنما جعله كذلك لان ما هذه لا تدخل إلا في المبتدأ والاستفهام الواقع آخرا نحو ﴿ما يفتح الله للناس من رحمة﴾ الآية ونحو ما تضرب أضرب.

 

الخامس: التعجب نحو: ﴿ما أصبرهم على النار﴾.

 

وأما الحروف.

 

فالأول أن يكون ما بعده بمنزلة المصدر كأن الناصبة للفعل المستقبل نحو ﴿ومما رزقناهم ينفقون﴾ فإن ما مع رزق في تقدير الرزق والدلالة على أنه مثل أن أنه لا يعود إليه ضمير لا ملفوظ به ولا مقدر فيه، وعلى هذا حمل قوله ﴿بما كانوا يكذبون﴾ وعلى هذا قولهم أتاني القوم ما عدا زيدا، وعلى هذا إذا كان في تقدير ظرف نحو ﴿كلما أضاء لهم مشوا فيه - كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله - كلما خبت زدناهم سعيرا﴾ وأما قوله ﴿فاصدع بما تؤمر﴾ فيصح أن يكون مصدرا وأن يكون بمعنى الذي.

 

واعلم أن ما إذا كان مع ما بعدها في تقدير المصدر لم يكن إلا حرفا لأنه لو كان اسما لعاد إليه ضمير، وكذلك قولك أريد أن أخرج، فإنه لا عائد من الضمير إلى أن، ولا ضمير لها بعده.

 

الثاني: للنفي وأهل الحجاز يعملونه بشرط نحو ﴿ما هذا بشرا﴾.

 

الثالث: الكافة وهي الداخلة على أن وأخواتها ورب ونحو ذلك والفعل نحو: ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء - إنما نملي لهم ليزدادوا إثما - كأنما يساقون إلى الموت﴾ وعلى ذلك " ما " في قوله ﴿ربما يود الذين كفروا﴾ وعلى ذلك قلما وطالما فيما حكى.

 

الرابع: المسلطة وهي التي تجعل اللفظ متسلطا بالعمل بعد أن لم يكن عاملا نحو " ما " في إذما وحيثما لأنك تقول إذما تفعل أفعل، وحيثما تقعد أقعد، فإذ وحيث لا يعملان بمجردهما في الشرط ويعملان عند دخول " ما " عليهما.

 

الخامس: الزائدة لتوكيد اللفظ في قولهم إذا ما فعلت كذا، وقولهم إما تخرج أخرج.

 

قال: ﴿فإما ترين من البشر أحدا﴾، وقوله: ﴿إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما﴾.