نفق:

نفق الشئ مضى ونفد، ينفق إما بالبيع نحو نفق البيع نفاقا ومنه نفاق الأيم، ونفق القوم إذا نفق سوقهم.

وإما بالموت نحو نفقت الدابة نفوقا، وإما بالفناء نحو نفقت الدراهم تنفق وأنفقتها.

والانفاق قد يكون في المال وفى غيره وقد يكون واجبا وتطوعا، قال: ﴿وأنفقوا في سبيل الله - وأنفقوا مما رزقناكم﴾ وقال: ﴿لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون - وما تنفقوا من شئ فإن الله به عليم - وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه - لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح﴾ إلى غير ذلك من الآيات.

وقوله: ﴿قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربى إذا لأمسكتم خشية الانفاق﴾ أي خشية الاقتار، يقال أنفق فلان إذا نفق ما له فافتقر فالانفاق ههنا كالاملاق في قوله ﴿ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق﴾ والنفقة اسم لما ينفق، قال: ﴿وما أنفقتم من نفقة - ولا ينفقون نفقة﴾ والنفق الطريق النافذ والسرب في الأرض النافذ فيه قال ﴿فإن استطعت أن تبتغى نفقا في الأرض﴾ ومنه نافقاء اليربوع، وقد نافق اليربوع ونفق، ومنه النفاق وهو الدخول في الشرع من باب والخروج عنه من باب وعلى ذلك نبه بقوله ﴿إن المنافقين هم الفاسقون﴾ أي الخارجون من الشرع، وجعل الله المنافقين شرا من الكافرين.

فقال ﴿إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار﴾ ونيفق السراويل معروف.