موت:
أنواع الموت بحسب أنواع الحياة، فالأول ما هو بإزاء القوة النامية الموجودة في الانسان والحيوانات والنبات نحو ﴿يحيى الأرض بعد موتها - أحيينا به بلدة ميتا﴾ الثاني زوال القوة الحاسة، قال ﴿يا ليتني مت قبل هذا - أئذا ما مت لسوف أخرج حيا﴾ الثالث زوال القوة العاقلة وهي الجهالة نحو ﴿أو من كان ميتا فأحييناه﴾ وإياه قصد بقوله ﴿إنك لا تسمع الموتى﴾ الرابع الحزن المكدر للحياة وإياه قصد بقوله ﴿ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت﴾ الخامس المنام فقيل النوم موت خفيف والموت نوم ثقيل وعلى هذا النحو سماهما الله تعالى توفيا فقال ﴿وهو الذي يتوفاكم بالليل - الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها﴾ وقوله ﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء﴾ فقد قيل نفى الموت هو عن أرواحهم فإنه نبه على تنعمهم، وقيل نفى عنهم الحزن المذكور في قوله ﴿ويأتيه الموت من كل مكان﴾ وقوله ﴿كل نفس ذائقة الموت﴾ فعبارة عن زوال القوة الحيوانية وإبانة الروح عن الجسد وقوله ﴿إنك ميت وإنهم ميتون﴾ فقد قيل معناه ستموت تنبيها أنه لا بد لأحد من الموت كما قيل: * والموت حتم في رقاب العباد * وقيل بل الميت ههنا ليس بإشارة إلى إبانة الروح عن الجسد بل هو إشارة إلى ما يعتري الانسان في كل حال من التحلل والنقص فإن البشر ما دام في الدنيا يموت جزءا فجزءا كما قال الشاعر: * يموت جزءا فجزءا * وقد عبر قوم عن هذا المعنى بالمائت وفصلوا بين الميت والمائت فقالوا المائت هو المتحلل، قال القاضي علي بن عبد العزيز: ليس في لغتنا مائت على حسب ما قالوه، والميت مخفف عن الميت وإنما يقال موت مائت كقولك شعر شاعر وسيل سائل، ويقال بلد ميت وميت، قال تعالى: ﴿سقناه لبلد ميت - بلدة ميتا﴾ والميتة من الحيوان ما زال روحه بغير تذكية، قال: ﴿حرمت عليكم الميتة - إلا أن تكون ميتة﴾ والموتان بإزاء الحيوان وهي الأرض التي لم تحيى للزرع، وأرض موات.
ووقع في الإبل موتان كثير وناقة مميتة ومميت مات ولدها وإماتة الخمر كناية عن طبخها، والمستميت المتعرض للموت، قال الشاعر: * فأعطيت الجعالة مستميتا * والموتة شبه الجنون كأنه من موت العلم والعقل ومنه رجل موتان القلب وامرأة موتانة.