نحل:
النحل الحيوان المخصوص، قال ﴿وأوحى ربك إلى النحل﴾ والنحلة والنحلة عطية على سبيل التبرع وهو أخص من الهبة إذ كل هبة نحلة وليس كل نحلة هبة، واشتقاقه فيما أرى أنه من النحل نظرا منه إلى فعله فكأن نحلته أعطيته عطية النحل، وذلك ما نبه عليه قوله ﴿وأوحى ربك إلى النحل﴾ الآية وبين الحكماء أن النحل يقع على الأشياء كلها فلا يضرها بوجه وينفع أعظم نفع فإنه يعطى ما فيه الشفاء كما وصفه الله تعالى، وسمى الصداق بها من حيث إنه لا يجب في مقابلته أكثر من تمتع دون عوض مالي، وكذلك عطية الرجل ابنه يقال نحل ابنه كذا وأنحله ومنه نحلت المرأة، قال ﴿صدقاتهن نحلة﴾ والانتحال ادعاء الشئ وتناوله ومنه يقال فلان ينتحل الشعر.
ونحل جسمه نحولا صار في الدقة كالنحل ومنه النواحل للسيوف أي الرقاق الظبات تصورا لنحولها ويصح أن يجعل النحلة أصلا فيسمى النحل بذلك اعتبارا بفعله والله أعلم.