نجو:
أصل النجاء الانفصال من الشئ ومنه نجا فلان من فلان وأنجيته ونجيته، قال: ﴿وأنجينا الذين آمنوا﴾ وقال ﴿إنا منجوك وأهلك - وإذ نجيناكم من آل فرعون - فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق - فأنجيناه وأهله إلا امرأته - فأنجيناه والذين معه برحمة منا - ونجيناهما وقومهما - نجيناهم بسحر نعمة - ونجينا الذين آمنوا - ونجيناهم من عذاب غليظ - ثم ننجي الذين اتقوا - ثم ننجي رسلنا﴾ والنجوة والنجاة: المكان المرتفع المنفصل بارتفاعه عما حوله، وقيل سمى لكونه ناجيا من السيل، ونجيته تركته بنجوة وعلى هذا: ﴿فاليوم ننجيك ببدنك﴾ ونجوت قشر الشجرة وجلد الشاة ولاشتراكهما في ذلك قال الشاعر: فقلت انجوا عنها نجا الجلد إنه * سيرضيكما منها سنام وغاربه وناجيته أي ساررته، وأصله أن تخلو به في نجوة من الأرض وقيل أصله من النجاة وهو أن تعاونه على ما فيه خلاصه أو أن تنجو بسرك من أن يطلع عليك، وتناجى القوم، قال: ﴿يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالاثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى - إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة﴾ والنجوى أصله المصدر، قال: ﴿إنما النجوى من الشيطان﴾ وقال: ﴿ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى﴾ وقوله: ﴿وأسروا النجوى الذين ظلموا﴾ تنبيها أنهم لم يظهروا بوجه لان النجوى ربما تظهر بعد.
وقال: ﴿ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم﴾ وقد يوصف بالنجوى فيقال هو نجوى وهم نجوى، قال: ﴿وإذ هم نجوى﴾ والنجي المناجي ويقال للواحد والجمع، قال: ﴿وقربناه نجيا﴾ وقال: ﴿فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا﴾ وانتجيت فلانا استخلصته لسرى وأنجى فلان أتى نجوة، وهم في أرض نجاة أي في أرض مستنجى من شجرها العصى والقسي أي يتخذ ويستخلص، والنجا عيدان قد قشرت، قال بعضهم يقال نجوت فلانا استنكهته واحتج بقول الشاعر: نجوت مجالدا فوجدت منه * كريح الكلب مات حديث عهد فإن يكن حمل نجوت على هذا المعنى من أجل هذا البيت فليس في البيت حجة له، وإنما أراد أنى ساررته فوجدت من بخره ريح الكلب الميت.
وكنى عما يخرج من الانسان بالنجو وقيل شرب دواء فما أنجاه أي ما أقامه، والاستنجاء تحرى إزالة النجو أو طلب نجوة لالقاء الأذى كقولهم تغوط إذا طلب غائطا من الأرض أو طلب نجوة أي قطعة مدر لإزالة الأذى كقولهم استجمر إذا طلب جمارا أي حجرا، والنجأة بالهمز الإصابة بالعين.
وفى الحديث " ادفعوا نجأة السائل باللقمة ".