مجد:

 

المجد السعة في الكرم والجلال، وقد تقدم الكلام في الكرم، يقال مجد يمجد مجدا ومجادة، وأصل المجد من قولهم مجدت الإبل إذا حصلت في مرعى كثير واسع، وقد أمجدها الراعي، وتقول العرب في كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار، وقولهم في صفة الله تعالى المجيد أي يجرى السعة في بذل الفضل المختص به وقوله في صفة القرآن: ﴿ق والقرآن المجيد﴾ فوصفه بذلك لكثرة ما يتضمن من المكارم الدنيوية والأخروية، وعلى هذا وصفه بالكريم بقوله ﴿إنه لقرآن كريم﴾ وعلى نحوه ﴿بل هو قرآن مجيد﴾ وقوله ﴿ذو العرش المجيد﴾ فوصفه بذلك لسعة فيضه وكثرة جوده، وقرئ ﴿المجيد﴾ بالكسر فلجلالته وعظم قدره، وما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله " ما الكرسي في جنب العرش إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة " وعلى هذا قوله ﴿لا إله إلا هو رب العرش العظيم﴾ والتمجيد من العبد لله بالقول وذكر الصفات الحسنة، ومن الله للعبد بإعطائه الفضل.