وفى

الوافي الذي بلغ التمام يقال درهم واف وكيل واف وأوفيت الكيل والوزن، قال تعالى: ﴿وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ﴾ وفى بعهده يفي وفاء وأوفى إذا تمم العهد ولم ينقض حفظه، واشتقاق ضده وهو الغدر يدل على ذلك وهو الترك والقرآن جاء بأوفى، قال تعالى: ﴿وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ﴾، ﴿وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ﴾، ﴿بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى﴾، ﴿وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ﴾، ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ﴾، ﴿وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ﴾ وقوله: ﴿وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى﴾ فتوفيته أنه بذل المجهود في جميع ما طولب به مما أشار إليه في قوله: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم﴾ من بذل ماله بالانفاق في طاعته، وبذل ولده الذي هو أعز من نفسه للقربان، وإلى ما نبه عليه بقوله: ﴿وَفَّى﴾ أشار بقوله تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ﴾ وتوفية الشئ بذله وافيا، واستيفاؤه تناوله وافيا، قال تعالى: ﴿وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ﴾ وقال: ﴿وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ﴾، ﴿ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ﴾، ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾، ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا، ﴿وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ﴾، ﴿فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ﴾ وقد عبر عن الموت والنوم بالتوفي، قال تعالى: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا﴾، ﴿وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ﴾، ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ﴾، ﴿اللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ﴾، ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ﴾، ﴿تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا﴾، ﴿أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ﴾، ﴿وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ﴾، ﴿وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ﴾، ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا﴾، ﴿يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ﴾ وقد قيل توفى رفعة واختصاص لا توفى موت.

 

قال ابن عباس: توفى موت لأنه أماته ثم أحياه.