وعد

الوعد يكون في الخير والشر، يقال وعدته بنفع وضر وعدا وموعدا وميعادا، والوعيد في الشر خاصة يقال منه أوعدته ويقال واعدته وتواعدنا، قال الله عز وجل: ﴿إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ﴾، ﴿أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا﴾، ﴿وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ﴾، ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ إلى غير ذلك.

ومن الوعد بالشر ﴿وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ﴾ وكانوا إنما يستعجلونه بالعذاب، وذلك وعيد، قال: ﴿قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾، ﴿إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ﴾، ﴿فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا﴾، ﴿وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ﴾، ﴿فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ﴾، ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ﴾ ومما يتضمن الامرين قول الله عز وجل: ﴿أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ﴾ فهذا وعد بالقيامة وجزاء العباد إن خيرا فخير وإن شرا فشر.

والموعد والميعاد يكونان مصدرا واسما، قال: ﴿فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا﴾، ﴿بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا﴾، ﴿مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ﴾، ﴿بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ، ﴿قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ، ﴿وَلَوْ تَوَاعَدتَّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ، ﴿إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ﴾ أي البعث ﴿إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ، ﴿بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلًا﴾ ومن المواعدة قوله: ﴿وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا﴾، ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً﴾، ﴿وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً﴾ وأربعين وثلاثين مفعول لا ظرف أي انقضاء ثلاثين وأربعين، وعلى هذا قوله: ﴿وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ، ﴿وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ﴾ وإشارة إلى القيامة كقوله عز وجل: ﴿مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ﴾ ومن الايعاد قوله: ﴿وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ﴾ وقال: ﴿ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ، ﴿فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ​​​​​​​، ﴿لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ﴾ ورأيت أرضهم واعدة إذا رجى خيرها من النبت، ويوم واعد حر أو برد، وعيد الفحل هديره وقوله عز وجل: ﴿وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ﴾ إلى قوله: ﴿لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم﴾ وقوله ليستخلفنهم تفسير لوعد كما أن قوله عز وجل: ﴿لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ﴾ تفسير الوصية.

وقوله: ﴿وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ﴾ فقوله أنها لكم بدل من قوله إحدى الطائفتين، تقديره وعدكم الله أن إحدى الطائفتين لكم، إما طائفة العير وإما طائفة النفير.

والعدة من الوعد ويجمع على عدات، والوعد مصدر لا يجمع.

ووعدت يقتضى مفعولين الثاني منهما مكان أو زمان أو أمر من الأمور نحو وعدت زيدا يوم الجمعة، ومكان كذا، وأن أفعل كذا، فقوله أربعين ليلة لا يجوز أن يكون

المفعول الثاني من: ﴿وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ﴾ لان الوعد لم يقع في الأربعين بل انقضاء الأربعين وتمامها لا يصح الكلام إلا بهذا.