لمن تكون المغفرة؟

﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾(1).

 

تتناول الآية الشريفة موضوع المغفرة والرحمة الإلهيَّة المؤكدة، ولذلك وردت (غفَّار) ولم ترد (غافر) .. وفي ذلك أنَّ الله تعالى واسع المغفرة وكثيرها، ولكن لمن تكون هذه المغفرة؟ إنَّها للتائبين من المعصية والراجعين إلى طاعته، وكذلك الخارجين من ظلمة الشرك إلى نور التوحيد ثم أردفوا إيمانهم بالعمل الصَّالح الذي يؤشر توبتهم ويدل عليها.

 

 ولكن السؤال هنا: إذا كان قد تاب وآمن، فاللازم من التوبة والإيمان هو عمل الصالحات وذلك هو خط الهداية، فما معنى الهداية بعد ذلك الواردة في المقام؟

 

 لعل المراد من الهداية هو الثبات والاستقامة على خط التوبة والصلاح، وهل يوجد خط هداية وصلاح غير الالتزام بهدي النبي محمد (ص)، ومن لوازم هذا الخط هو التقيد بكل تعاليمه وما أمر به (ص)، وعلى رأسها ولاية أهل بيت النبي (ص) باعتبارهم حفظة الرسالة والامتداد الطبيعي له (ص)، وإنَّ الابتعاد عنهم أو الأخذ عن غيرهم لا يحقق الإيمان، بل إنَّه يخرج الإنسان من خط الهداية. فالمغفرة والرضوان لمن اهتدى إلى الولاية التي هي كمال الدين.

 

 وجاء في الصواعق لابن حجر قوله في بيان معنى الهداية: قال ثابت البناني: اهتدى إلى ولاية أهل بيته (ع)(2).

 

 وأيضًا أورد عن الديلمي قوله: "إنما سميت ابنتي فاطمة لأن الله فطمها ومحبيها عن النار" وأيضًا: أنه (ص) أخذ بيد الحسنين (ع) وقال: "من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة".

 

-------------

1- سورة طه / 82.

2- الصواعق ص235.