انحرافات قوم لوط (ع) -3
4- الطريق إلى قوم لوط:
يقول تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ﴾(1).
قال المفسرون: والمعنى: لما جاءت رسلنا لوطا وهم الملائكة الذين نزلوا عند إبراهيم، ساء مجيئهم لوطا، وعجز عن الاحتيال لنجاتهم من شر القوم. فالملائكة دخلوا عليه في صورة غلمان صبيحي المنظر.
وكان قومه ذوي حرص شديد على إتيان الفحشاء وما كان من المترقب أن يعرضوا عنهم ويتركوهم على حالهم. ولذلك لم يملك لوط نفسه دون أن قال: ﴿َقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ﴾ أي شديد ملتف بعض شره ببعض(2).
وروي أن الملائكة أتوا لوطا وهو في زراعة قرب القرية، فسلموا عليه وهم معتمون، فلما رأى هيئتهم حسنة. عليهم ثياب بيض وعمائم بيض. قال لهم: المنزل. فقالوا: نعم.
فتقدموا هم ومشوا خلفه، فندم على عرضه المنزل عليهم. فقال: أي شئ صنعت؟ آتي بهم قومي وأنا أعرفهم؟ ثم قال لهم: إنكم لتأتون شرارا من خلق الله. قال جبرائيل: لا نعجل عليهم حتى يشهد عليهم ثلاث مرات. هذه واحدة. فمشى لوط ساعة ثم التفت إليهم فقال: إنكم لتأتون شرارا من خلق الله. فقال جبرائيل: هذه اثنتان. ثم مشى فلما بلغ باب المدينة التفت إليهم ثم قال: إنكم لتأتون شرارا من خلق الله. فقال جبرائيل: هذه الثالثة. ثم دخل ودخلوا معه حتى دخل منزله، فلما رأتهم امرأته. رأت هيئة حسنة. فصعدت فوق السطح فصفقت فلم يسمعوا. فدخنت فلما رأوا الدخان أقبلوا إلى الباب يهرعون! حتى جاؤوا على الباب فنزلت إليهم فقالت. عندنا قوم ما رأيت قط قوما أحسن منهم هيئة، فجاؤوا إلى الباب ليدخلوا(3) يقول تعالى: ﴿وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ / قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ﴾(4).
قال المفسرون: كان قومه قد نهوه أن يضيف رجلا، وعندما علموا بمن عنده. أسرعوا إليه فرحين بذلك(5) ومن قبل ذلك كانوا يقترفون المعاصي ويأتون بالمنكرات. فكانوا مجترئين على إيقاع الفحشاء. معتادين بذلك لا ينصرفون عنه بصارف. ولا يحجبهم من ذلك استحياء أو استشناع. ولا ينزجرون بموعظة أو ملامة أو مذمة. لأن العادة تسهل كل صعب وتزين كل قبيح ووقيح(6) ولما رآهم تجمعوا على الشر لا يصرفهم عن ذلك مجرد القول بعظة أو إغلاظ في الكلام. أراد أن يصرفهم عنه بتبديل ما يريدون من الفحشاء مما لا معصية فيه من الحلال فعرض بناته عليهم .. وقيل إن المراد بقوله ﴿هَؤُلاء بَنَاتِي﴾ الإشارة إلى نساء القوم لأن النبي أبو أمته فنساؤه بناته كما أن رجالهم بنوه(7).
وكان (عليه السلام) يريد أن قصد الإناث وهو سبيل فطري، خير لهم وأطهر من قصد الذكور من طريق الفحشاء(8) وبعد أن ردهم إلى الطريق الفطري قال لهم: ﴿فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي﴾.
قال المفسرون: أضاف الضيف إلى نفسه(9). وذكر الخزي الوارد عليه من التعرض لهم، كل ذلك رجاء أن يهيج صفة الفتوة والكرامة فيهم، ولذلك عقب ذلك بالاستغاثة والاستنصار بقوله: ﴿أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ﴾ لعله يجد فيهم ذا رشد إنساني فينتصر له وينجيه وضيوفه من أيدي أولئك الظالمين. لكن القوم لم يؤثر ذلك فيهم أي أثر وأجابوه بما آيسوه به(10): ﴿قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ﴾ هذا جواب القوم عما دعاهم إليه لوط من النكاح المباح. أخبروه أن ما يدعوهم إليه ليس حقا لهم، وهو يعلم ذلك ويعلم ما هو بغيتهم في هذا الهجوم وماذا يردون.
فلوط يعرف ما يريدون لأنه كان ينهاهم عن سنتهم القومية الجارية بينهم ويقول لهم: ﴿إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء﴾(11) ﴿أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ / وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم﴾(12) وبما أن الشذوذ في سنتهم القومية قاعدة الخارج عنها خارج على القانون! فلقد قاموا بنفي أي حق لا يتفق مع الحق الذي تجري عليه السنة القومية التي أصلتها أهواؤهم، ولا شك أن السنة القومية الجارية على فعل شئ يثبت حقا فيه، والجارية على تركه ينفي الحق. وقد قيل في معنى نفيهم الحق الكثير، وبالجملة فهم يلفتون نظره (عليه السلام) إلى ما يعلم من انتفاء حقهم عن بناته بما هن نساء. بحسب السنة القومية. وما يعلم من إرادتهم في الهجوم على داره(13).
أفسدوا كل شئ وسخروا من كل فضيلة وطاردوا كل طاهر. وكل هذا باسم الحق والقانون لا يستطيع طاهر أن يبث شكواه لأحد ما دامت شكواك ضد السنة القومية الجارية. المواطن الصالح هناك هو نهاز الفرص. الذي يتربص ويفعل الشئ المناسب في الوقت المناسب دون أن يتعرض للخطر! والفقيه الفذ في عالم عدالتهم هو الذي بعد ساعة من التأمل يستطيع أن يقدم عرضا فريدا لجمهور الأشراف والأمراء داخل نواديهم! والمثقف البارع هناك هو الذي يقدم كوميديا الشذوذ للسوقة والرعاع، كي يوصل فيهم القومية ليؤدي كل منهم دوره في الحياة بلغة غير معروفة، لغة يجهلها الكون من حولهم ومن الصعب أن يفهمها غيرهم!
فهذا هو الحق في عالم الشذوذ. لقد طفحت الأهواء بالدنس فغزلوا من الدنس قانونا قدم فيه الشيطان حلول مشاكلهم!
﴿قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ / قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ﴾(14) بعد أن أخبروا لوطا (عليه السلام). بأنه يعلم أنهم لا حق لهم في النساء لأنهم لا إرب لهم فيهن ولا يشتهونهن وأنه ليس لهم غرض إلا في الذكور وهو يعلم ذلك (15) قال لوط (عليه السلام): ﴿لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً﴾.
قال المفسرون: أي ليت لي قدرة بانضمام رجل منكم رشيد يقوم بنصرتي فأدفعكم به، وقيل إن المعنى: أتمنى أن يكون لي منعة وقدرة وجماعة أتقوى بها عليكم فأدفعكم عن أضيافي(16) وقيل إن المعنى: لكنت نكلت بكم وفعلت بكم الأفاعيل بنفسي وعشيرتي(17).
لم يكن لوط (عليه السلام) يعلم أن معه في الحجرة ركن من أقوى الأركان.
وأي ركن أشد من جبرائيل (عليه السلام)؟ وكان مع لوط تحت سقف واحد!!
1- الخروج ليلا:
بعد أن طالبهم لوط (عليه السلام) بالناصر الرشيد. أقاموا على أنفسهم الحجة بأنه لا يوجد بينهم رجل رشيد. وتدافعوا على الباب وكسروه ثم توجهوا إلى باب لوط.
وعندما كان لوط مع الملائكة في الحجرة بدأ الملائكة بمقدمات يعرفون بها لوطا بحقيقة أمرهم وكما أن إبراهيم (عليه السلام) أنكرهم عندما رأى أيديهم لا تصل إلى الطعام، أنكرهم لوط (عليه السلام) أيضا عندما شاهد منهم ما شاهد ﴿قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ﴾(18) فلما قال ذلك عندما شاهد منهم فعلا غير معهود ﴿قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ / وَأَتَيْنَاكَ بَالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ﴾ (19) والمراد بما كانوا فيه يمترون.
العذاب الذي كان ينذرهم به لوط وهم يشكونه فيه والمراد بإتيانهم بالحق. إتيانهم بقضاء حق في أمر القوم لا معدل عنه وقيل المراد: وآتيناك بالعذاب الذي لا شك فيه(20) وإظهار الضيوف حقيقتهم في يوم الهجوم على بيت لوط ورد في موضع آخر في سورة هود ﴿قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ﴾(21) وأشاعوا الطمأنينة في نفسه كما في سورة العنكبوت ﴿قَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ﴾(22).
وبالجملة لما بلغ الأمر المبلغ. قالت الملائكة مخاطبين لوطا إنا رسل ربك. وأظهروا له أنهم ملائكة. وعرفوه أنهم مرسلون من عند الله. وطيبوا نفسه أن القوم لن يصلوا إليه، ولن يقدروا أن يصيبوا منه ما يريدون، وأنهم جاؤوا للقوم بالعذاب الذي لا شك فيه، وروي أن جبرائيل قال يا لوط دعهم يدخلون. فلما دخلوا أهوى جبرائيل بإصبعه نحوهم فذهبت أعينهم(23) وفي رواية أن جبرائيل أخذ كفا من بطحاء فضرب بها وجوههم وقال: شاهت الوجوه. فعمي أهل المدينة كلهم(24) وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ﴾(25) وروي أنه بعد أن طمست عيونهم رجعوا على أدبارهم يتحسسون بالحيطان ويتوعدون لوطا (عليه السلام) بالصباح (26) ولم يكن يعلمون أن الصباح عليهم عذاب لا محيص لهم عنه ولا انفكاك لهم منه.
وبينما كان القوم يتخبطون في الظلام يسيرون بجانب الجدران يتصايحون مطالبين بالانتقام. كان لوط (عليه السلام) يأخذ تعليمات النجاة من الملائكة ﴿فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ﴾(27) فالقول دستور من الملائكة للوط (عليه السلام)، إرشادا له إلى النجاة من العذاب النازل بالقوم صبيحة ليلتهم هذه، وفيه معنى الاستعجال كما يشعر به قوله: ﴿إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ﴾ والمعنى: انج بنفسك وأهلك وسيروا أنت وأهلك بقطع من هذا الليل واخرجوا من ديارهم فإنهم هالكون بعذاب الصبيحة ليلتهم هذه. ولا كثير وقت بينك وبين الصبح ولا ينظر أحدكم إلى الوراء وقوله: ﴿إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ﴾ ظاهر السياق أنه استثناء من قوله: ﴿أَهْلِكَ﴾ لا من قوله ﴿أَحَدٌ﴾ وفي قوله: ﴿إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ﴾ بيان السبب لاستثنائها(28) وقال تعالى في غير موضع: ﴿إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ﴾(29).
وبدأ لوط (عليه السلام) يستعد للخروج من القرية الظالمة التي قدر الله ضربها وموعد هلاكها الصبح، والصبح هو صدر النهار بعد طلوع الفجر حين الشروق كما قال تعالى في موضع آخر: ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ﴾(30).
وقال المفسرون في قوله: ﴿إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ﴾ ومن الجائز أن يكون لوط (عليه السلام) يستعجلهم في عذاب القوم فيجيبوه بقولهم: ﴿إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ﴾ أي أن المقدر أن يهلكوا بالصبح وليس موعدا بعيدا، أو يكون الجملة الأولى: ﴿إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ﴾ استعجالا من الملائكة. والثانية: ﴿أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ﴾ تسلية منهم للوط في استعجاله(31).
وبالجملة. بدأ لوط (عليه السلام) يستعد للخروج ليلا قبل أن يهل الصبح، وبدأت الملائكة تقدم للوط إرشادات السير والمحل الذي يتوجهون إليه. ﴿فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ﴾(32).
قال المفسرون: والمعنى. وإذا جئناك بعذاب غير مردود وأمر من الله ماض يجب عليك أن تسير بأهلك ليلا.
وتأخذ أنت وراءهم لئلا يتخلفوا عن السير. ولا يلتفت أحد منكم إلى ورائه.
وامضوا حيث تؤمرون. وفيه دلالة على أنه كانت أمامهم هداية إلهية تهديهم وقائد يقودهم(33).
وبدأت قافلة الهداية تخرج من القرية الظالمة. ولم تكن قافلة الهداية جموعا غفيرة. لقد كان عددها قليلا قليلا. لكنها كانت تحمل الإيمان بالله.
يقول تعالى: ﴿فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ / فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ﴾(34).
قال المفسرون: البيت هو بيت آل لوط(35) بيت واحد في مدن عامرة. وقد روي كما جاء في الدر المنثور أن عدد أهل هذه القرى كان أربعة آلاف ألف(36) وإن كان العدد فيه أقوال كثيرة للمفسرين إلا أن كثرة الباطل ثابتة ونسبته عالية، حيث لم يخرج من القرى الخمس إلا لوطا وأهل بيته. والمعنى الذي وراء هذا. أن قوم لوط لم يتقدموا قدما في اتجاه التوبة، لم يكن في بيوتهم وأنديتهم من يفكر في الطهارة: كان الجميع تحت عقيدة واحدة ويشربون من إناء ثقافة واحدة. لذلك عندما استشفع إبراهيم (عليه السلام) لهم كانت الإجابة: ﴿قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ﴾(37) ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ / يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاء أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ﴾(38).
لقد طمست عيون القرية التي كان يسكنها لوط (عليه السلام) بإشارة من إصبع جبرائيل (عليه السلام) وطمست عيون القرى بحفنة من تراب ألقاها وقال شاهت الوجوه. وقضى الله أن يتخبطوا في الظلام كي يذوقوا مرارة الفزع قبل أن يأتيهم العذاب الأليم حيث لا ينفعهم قانون ولا ينفعهم قاضي الغلمان.
لقد عاش قوم لوط ككتل آدمية تربت في الظلام، تنفخ فيها ثقافة فتجعلها تكبر سريعا. وكلما اشتد عودها كلما اعوجت وبدأت فظة مغمورة بالدنس. لقد اشتغلوا في حياتهم قطاع طرق، ليس من أجل سرقة الأمتعة فقط، وإنما من أجل سلب نور الفطرة بوضع أغطية الشذوذ عليها ليصبح الإنسان في مرتبة أدنى من مرتبة البهيمة. وفي الوقت الذي كانوا يقطعون نور الفطرة ببث ثقافتهم هنا وهناك، كانوا يحاربون الإنسان في كل مكان تحت عنوان قطع سبيل التناسل، وأمام سلبهم لنور الفطرة طمس الله على عيونهم وتركهم في ظلمات يتخبطون. حتى يأتي الصباح، فعند الصباح سيدفعون ثمن الجريمة كاملا، وفي الآخرة عذاب أليم.
2- عندما جاء الصباح:
يقول تعالى لرسوله الخاتم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): ﴿لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ / فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ / فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ﴾(39).
قال المفسرون: يقول الله تعالى لنبيه محمد. أقسم بحياتك وبقائك يا محمد. إنهم لفي سكرتهم. وهي غفلتهم بانغمارهم في الفحشاء والمنكر. يترددون متحيرين. ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ﴾ وهي الصوت الهائل ﴿مُشْرِقِينَ﴾ أي حال كونهم داخلين في إشراق الصبح.
فجعلنا عالي بلادهم سافلها. وفوقها تحتها، وأمطرنا وأنزلنا من السماء عليهم حجارة من سجيل(40) لقد أقسم الجبار سبحانه بحياة نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وهذا تشريف عظيم ومقام رفيع وجاه عريض. وعن ابن عباس: ما خلق الله وما ذرأ وما برأ نفسا أكرم عليه من محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره. قال له الله: ﴿لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ يقول له وحياتك وعمرك وبقائك في الدنيا: ﴿إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ رواه ابن جرير(41).
لقد كانوا في الضلالة يلعبون .. ركبوا طريق قطع النسل، بعد أن زين لهم الشيطان أعمالهم، وأغواهم حتى ساروا في طريق كراهية البشر. ذلك الطريق الذي لون الشيطان لافتاته. فتارة يحشر جمعه تحت لافتة رفض البشر الرسول وتارة تحت لافتة قطع نسل البشر. وكل ذلك لأن الله خلقه من نار وخلق آدم من طين، وها هم قوم لوط يضربون بحجارة من طين مسومة عند ربك للمسرفين، وخسر الشيطان جولته كاملة على أرض قوم لوط، لقد سقطت ورقة تحقير البشر في صورتها الأخيرة. وتمت إبادة الدنس ﴿وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ﴾(42).
قال المفسرون: والمعنى: وقضينا أمرنا العظيم في عذابهم موحيا ذلك إلى لوط. وهو أن دابر هؤلاء وأثرهم الذي من شأنه أن يبقى بعدهم من نسل وبناء وعمل مقطوع حال كونهم مصبحين(43) لقد سقطت ورقة الشيطان التي أقام قوم لوط عليها ثقافتهم. وعلى مكان ليس ببعيد من أرض لوط. بشر الله تعالى إبراهيم بالولد، وبهذا الولد ستنهزم أوراق الشيطان ولافتاته، لأن المولود هو إسحاق ومن بعد إسحاق يعقوب ثم بقية أنبياء بني إسرائيل. والأنبياء من عباد الله المخلصين الذين لا يستطيع الشيطان غوايتهم.
والخلاصة: لم تكن الضربات موجهة إلى قوم لوط وحدهم، وإنما كانت موجهة للشيطان أيضا فعلاوة على هزيمة ورقة تزيينه التي أراد منها إبادة النسل، فإن الله أباد أتباع الشيطان في مكان، ورزق الولد الذي لا يقدر عليه الشيطان في مكان آخر.
إن الشيطان زين ورقة لقوم لوط فصارت الزينة ليل دائم ﴿فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ﴾(44) ﴿فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ / مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾(45).
يقول المفسرون: والمعنى. لما جاء أمرنا بالعذاب وهو أمره تعالى الملائكة بعذابهم وهو كلمة (كن) التي أشار إليها سبحانه في قوله: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ﴾(46) جعلنا عالي أرضهم وبلادهم سافلها بتقليبها عليهم. وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود معلمة عند ربك. وفي علمه ليس لها أن تخطئ هدفها الذي رميت لأجل إصابته. وذكر البعض: أن القلب وقع على بلادهم والأمطار بالسجيل عذب به الغائبون منهم.
وقيل: إن القرية هي التي أمطرت حين رفعها جبرائيل ليخسفها. وقيل: إنما أمطرت عليهم الحجارة بعد ما قلبت قريتهم تغليظا في العقوبة(47).
لقد كان هناك قلب. وصيحة. وإمطار بالحجارة. ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ﴾(48) ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ﴾(49) والمطر كان من حجارة من سجيل منضود، والحجارة مسومة.
قال المفسرون: منضود: قال بعضهم منضود في السماء أي معدة لذلك، وقال آخرون: منضود: أي يتبع بعضها بعضا في نزولها عليهم، ومسومة: أي معلمة مختومة عليها أسماء أصحابها، كل حجر عليه اسم الذي ينزل عليه، وقيل مسومة: مطوقة بحمرة، وذكروا أنها نزلت على أهل البلد وعلى المتفرقين في القرى مما حولها. فبينما أحدهم يكون عند الناس يتحدث، إذ جاءه حجر من السماء فيسقط عليه من بين الناس فدمره. فتتبعتهم الحجارة في سائر البلاد حتى أهلكتهم عن آخرهم ولم يتبق منهم أحد(50).
لقد تتبعت الحجارة الذين يعملون من أجل تصدير وتسويق بضاعة الدنس. وتتبعت أتباع الدنس والعار في كل مكان يشترون فيه ويبيعون، لأن للكون نظاما، وكل حركة فيه من أجل هدف ومن وراء هذا الهدف حكمة، والذين خرجوا يستوردون ويصدرون لأهداف لهم لا تستقيم مع الفطرة، ولأنهم ضد حركة الوجود، قلبوا. بين الصيحة والإمطار، والله غني عن العالمين.
وروي في عذابهم، أنه لما انتصف الليل، سار لوط ببناته، وولت امرأته مدبرة إلى قومها، تخبرهم أن لوطا قد سار ببناته وخرج عن ديارهم، فقال جبرائيل (عليه السلام): وإني نوديت من تلقاء العرش لما طلع الفجر يا جبرائيل: حق القول من الله محتما بعذاب قوم لوط، فاقلع قريتهم من تحت سبع أرضين، ثم أعرج بها إلى السماء. فأوقفها، حتى يأتيك أمر الجبار في قلبها. ودع منها آية من منزل لوط عبرة للسيارة، فهبطت على أهل القرية. فضربت بجناحي الأيمن على ما حوى عليه شرقيها، وضربت بجناحي الأيسر على ما حوى عليها غربيها فاقتلعتها من تحت سبع أرضين. إلا منزل آل لوط .. ثم عرجت بها في خوافي جناحي.
فأوقفتها حيث يسمع أهل السماء صياح ديوكها ونباح كلابها، فلما طلعت الشمس. نوديت من تلقاء العرش. يا جبرائيل أقلب القرية على القوم. فقلبتها عليهم. حتى صار أسفلها أعلاها. وأمطر الله عليهم حجارة من سجيل(51) ولا خلاف بين الأمم وأهل الأديان في قلب مدائن لوط، ولكن يوجد اختلاف في كيفية خسف بلادهم وقلبها.
3- عبرة وتذكرة:
لقد ذهبت أصول الدنس وقطع الله دابر قوم لوط ولم يبق منهم أحد ولكن ثقافتهم تسللت، تماما كما تسللت ثقافة كفار قوم نوح الذين قطع الله دابرهم بالطوفان، فمن الذي حمل الشذوذ من عالم السكون وألقاه في عالم الضجيج. من الذي له مصلحة في ذلك؟ إنه الشيطان، فالشيطان يجيد عملية تزيين الأوراق وإعادة ترتيبها وطرحها على أصحاب النفوس الأمارة بالسوء وعلى أصحاب النفوس الضعيفة التي تترك الإيمان عند أول حاجة لها. وإذا كان الشيطان يجيد عمليات التزيين والإغواء. فإن كيده يكون ضعيفا أمام كل متمسك بهدى الصراط المستقيم. فالله تعالى يرسل رحمته على الإنسانية. ويقوم أنبياؤه على امتداد المسيرة بإرشاد العباد إلى الصراط المستقيم. فمن دخل في عقيدة الصراط وثقافته، كان كيد الشيطان أمامه ضعيفا. ومن ابتعد عن الصراط المستقيم.
اقترب في الوقت نفسه من عالم الزينة والإغواء الذي ينادي على كل ضال كي يأتي ويستريح تحت شجرته. وتحت الشجر تدون القوانين التي تضبط الأهواء كما يريد الشيطان، ثم تخرج القوانين لتحمل أسماء براقة: حرية. ديمقراطية.
وهل يوجد من يكره الحرية؟ ولكن أي حرية؟ إن للأهواء حرية، وهذه الحرية ينتظرها حجر ما زال في السماء. وما الله بغافل عما يعمل الظالمون.
إن أوراق الشيطان التي تحمل بصمات قوم لوط ألقيت في عالم الضجيج.
وتلقفها الذين على هوى قوم لوط. وأضافوا على زينة الشيطان ملايين الزينات، وفي عالم الزينة ظهر الهبوط في كل شئ، كما ظهر مرض الإيدز، وهو مرض يضرب الشاذين جنسيا، وهذا المرض يسري سريان النار في الهشيم. لم يعلم أصحاب قوم لوط في العصر الحديث. أن المرض الذي يضر بهم اليوم، هو من حجر ضرب أشياعهم بالأمس، فلقد روي من طرق عديدة. في قوله تعالى: ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ﴾ عن أبي عبد الله (ع) قال: "ما من عبد يخرج من الدنيا يستحل عمل قوم لوط. إلا رماه الله بجند له من تلك الحجارة تكون منيته فيه. ولكن الخلق لا يرونه".
وروي أيضا عنه أنه قال: "من بات مصرا على اللواط لم يمت حتى يرميه الله بحجارة تكون فيه منيته ولا يراه أحد"(52) إن الإيدز يفتك وعجز الطب عن مقاومته، وإذا كان حجر الأمس قد أخذ اسما علميا اليوم فهو غدا سيأخذ اسما علميا آخر. ولا بقاء لشئ يطارده الله. ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ / مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾(53) تهديد مطلق فوق رؤوس الظالمين. ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ / إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ / وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقيمٍ / إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّلْمُؤمِنِينَ﴾(54).
قال المفسرون: إن في ذلك. أي فيما جرى من الأمر على قوم لوط وفي بلادهم لعلامات من بقايا الآثار للمتفرسين. وإن تلك العلامات لسبيل للعابرين مقيم لم تنمح بالكلية بعد(55) إن التهديد فوق الرؤوس والآثار على الأرض. ﴿وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾(56) ﴿وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾(57) قال المسعودي عن ديار قوم لوط: "وهذه بلاد بين تخوم الشام والحجاز بما يلي الأردن وبلاد فلسطين. إلا أن ذلك في حيز الشام. وهي مبقاة إلى وقتنا هذا. وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، خرابا لا أحد فيها، والحجارة المسومة موجودة فيها يراها الناس السفار سوداء براقة(58) وذكر بعض المؤرخين أنه قد جاءت الأخبار في الآونة الأخيرة أنهم اكتشفوا آثارا هي من آثار مدن قوم لوط وذلك على حافة البحر الميت(59).
إن آثار قوم لوط باقية رآها الناس أو لم يروها. وعقاب قوم لوط باق رآه الناس أو لم يروه.
والخلاصة: أن قوم لوط قطعوا السبيل بمنعهم جريان الماء في مجراه الطبيعي، وهذا ضد حركة الكون لأن الكون حي. وكل شئ فيه خلقه الله بقدر. وقوم لوط أشاعوا الفساد في الأرض، والأرض جعلها الله قرارا. وإشاعة الفساد فيها لا يجعل للمفسدين على ظهرها ثباتا، لقد دار قوم لوط في عكس اتجاه دوران الفطرة فأصابهم ما أصابهم، وذهبوا، وبقيت أعلام الفطرة ترفرف على الكون، وفي سورة النمل بعد أن قص الله تعالى قصة قوم لوط بين سبحانه نعمه العديدة فقال جل شأنه: ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ / قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ / أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ / أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ / أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾(60).
سبحان الله الذي لا إله إلا هو. سبحان الذي يكشف السوء ويجري الماء فينبت به كل شئ. سبحان الذي جعل الإنسان في الأرض خليفة. وجعل له الأرض قرارا وفيها رواسي حتى لا تميد بمن عليها .. لقد ذهب قوم لوط بعد أن جعلهم الله عبرة لكل من يطلق لشهواته العنان ويصدم الفطرة بهواه ويسخر كل إعلان وإعلام لخدمة أهدافه الدنيئة لقد ذهب قوم لوط أصحاب نوادي المنكر.
وهواهم ما زال يواصل المسير في الوحل بلا كلل. بعد أن ارتدى ثيابا زاهية اقتحم بها أماكن كثيرة تحت عناوين جديدة. ولقد طور أصحاب الوحل مفهوم اللواط فلم يعد يقتصر على الذكران وإنما ضربوا به الفكر حتى جف وضربوا به الإرادة حتى تهاوت. لقد قطع الجدد أكثر من سبيل. ويا ترى إذا مروا على مكانهم القديم وشاهدوا آثارهم على الرمال. سينزجرون؟ أم سينقبون بين الصخور كي يعثروا على دستورهم القديم ليعيدون طبعه من جديد؟
المصدر:
الانحرافات الكبرى: القرى الظالمة في القرآن الكريم.
1- سورة هود / 77.
2- الميزان ج10 / ص338.
3- الميزان ج10 / ص348.
4- سورة هود / 78-79.
5- ابن كثير ج3 / ص453.
6- الميزان ج10 / ص338.
7- ابن كثير ج2 / ص453.
8- الميزان ج10 / ص339.
9- الميزان ج10 / ص340.
10- الميزان ج10 / ص340.
11- سورة الأعراف / 81.
12- سورة الشعراء/ 165-166.
13- الميزان ج10 / ص341.
14- سورة هود / 79-80.
15- تفسير ابن كثير ج3 / ص453.
16- الميزان ج 10 / ص341.
17- تفسير ابن كثير ج4 / ص353.
18- سورة الحجر / 62.
19- سورة الحجر / 63-64.
20- الميزان ج12 / ص182.
21- سورة هود / 81.
22- سورة العنكبوت / 33.
23- الميزان ج19 / ص82.
24- الميزان ج10 / ص346.
25- سورة القمر / 37.
26- البغوي ج8 / ص138.
27- سورة هود / 81.
28- الميزان ج10 / ص343.
29- سورة الحجر / 60.
30- سورة الحجر / 73.
31- الميزان ج10 / ص343.
32- سورة الحجر / 65.
33- الميزان ج12 / ص183، البغوي ج5 / ص23.
34- سورة الذاريات / 35-36.
35- الميزان ج18 / ص379، البغوي ج8 / ص69، ابن كثير: ج8 / ص69.
36- الميزان ج10 / ص350.
37- سورة العنكبوت / 32.
38- سورة هود / 75-76.
39- سورة الحجر / 72-74.
40- الميزان ج12 / ص185.
41- البغوي ج5 / ص24، تفسير ابن كثير ج5 / ص24، تفسير ابن كثير ج2 / ص555.
42- سورة الحجر / 66.
43- الميزان ج12 / ص184.
44- سورة الحجر / 74.
45- سورة هود / 2.
46- سورة يس / 82.
47- الميزان ج10 / ص344.
48- سورة الشعراء / 173.
49- سورة الأعراف / 84.
50- ابن كثير ج3 / ص455.
51- كتاب الأنبياء ص163.
52- الميزان ج10 / ص347.
53- سورة هود / 82-83.
54- سورة الحجر / 74-76.
55- الميزان ج12 / ص185، البغوي ج5 / ص25.
56- سورة الذاريات / 37.
57- سورة العنكبوت / 35.
58- مروج الذهب ج1 / ص42.
59- كتاب الأنباء ص160.
60- سورة النمل / 58-62.