انحرافات بني إسرائيل -4

2- الطمس والمسخ:

أولا: أخذ اليهود بأسباب الضلال:

ظلت البعوث تطارد بني إسرائيل على ظلمهم. ولم يكن هذا يعني عدم وجود صالحين بينهم، فلقد عاش معهم في كل منازلهم التي نزلوا بها من يد عوهم إلى تقوى الله. ولكن دعوته كانت تذهب أدراج الرياح. وفي كل جيل بعد ذلك كانت تقل نسبة الصالحين وتتسع نسبة الذين يهرولون إلى السيئات. حتى جاءت الأجيال التي لا خير فيها. أجيال ورثت الكتاب وتحملوا ما فيه من المعارف والأحكام والمواعظ والبشارات. وكان لازم هذا. أن يتقوا ويختاروا الدار الآخرة. ويتركوا أعراض الدنيا الفانية الصارفة عما عند الله من. الثواب الدائم.

لكنهم أخذوا ينكبون على اللذائذ الفانية ولم يبالوا بالمعصية وإن كثرت. ووضعوا في طريق الانحراف وتدا هو من أشد الأوتاد خطورة بعد وتد رفض بشرية الرسول. وكان هذا الوتد قولهم: "سيغفر الله لنا" لقد هرولوا إلى المعاصي تحت لافتة مغفرة الله لهم. وهذا قول بغير حق. شربوه في قلوبهم وسقوه للذين من بعدهم. يقول تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مُّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ / وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ﴾(1).

قال المفسرون: لقد أخذ الله عليهم الميثاق عند حملهم الكتاب ﴿أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ﴾ والحال أنهم درسوا ما فيه. وعلموا بذلك أن قولهم: ﴿سَيُغْفَرُ لَنَا﴾ قول بغير الحق. ليس لهم أن يتفوهوا به. لأنه يجرئهم على معاصي الله وهدم أركان دينه "و" الحال أن "الدار الآخرة خير للذين يتقون" لدوام ثوابها وأمنها من كل مكروه ﴿أَفَلاَ يَتَّقُونَ﴾. ثم بين سبحانه أن التمسك بالكتاب هو الاصلاح الذي يقابل الافساد في الأرض أو إفساد المجتمع البشري فيها. وخص سبحانه الصلاة بالذكر من بين سائر أجزاء الدين لشرفها وكونها ركنا من الدين يحفظ بها ذكر الله والخضوع إلى مقامه.

وبدأ الذين ورثوا الكتاب يتعاملون مع التوراة بأهوائهم تحت لافتة أنهم مغفور لهم ولأنهم وضعوا كتاب الله وراء ظهورهم سلط الله عليهم من جعلهم يتجرعون الذل. وخلال سبي شعب إسرائيل إلى بابل وكانوا وقتئذ يعرفون باسم العبرانيون(2). كان العبرانيون الذين ساروا على خطى الآباء تحت لافتة سيغفر الله لهم. قد نسوا أيضا هذه اللافتة عندما بدأوا في إعادة كتابة التوراة في بابل.

وذلك لأن التوراة التي أنتجها العبرانيون في بابل أنتجت الدين اليهودي. الذي سار فيما بعد بوقود الصهيونية التي تهدف إلى جمع اليهود ولم شملهم وتهجيرهم إلى فلسطين لتأسيس دولة يهودية فيها تدين بالدين اليهودي وتتميز بالعنصر اليهودي ربا لثقافة اليهودية وبإرادة بعث مملكة داود. والتوراة التي تم إنتاجها في بابل كتبت على يد "عزرا" شيخ العنصرية والتعصب الأعمى الأكبر(3) حوالي سنة 457 ق.م(4) فعزرا وتلاميذه كانوا بمثابة العجلات التي سارت عليها التوراة حتى استقرت في نهاية الأمر لتقول.

أولا: إن المملكة العبرية هي عنوان وركيزة تخليص يهوه لشعبه، فهي وعاء العهد الإبراهيمي المقطوع وتجسيمه!

ثانيا: إن أورشاليم اختارها يهوه بنفسه لتكون مسكنا له. فهي ليست عاصمة المملكة السياسية فحسب، بل العاصمة الدينية التي لا يمكن للإله أن يستقر أو يسكن أو يعبد إلا فيها!

ثالثا: إن المملكة العبرية كلها أزلية. فمهما فعل الملوك ومهما تألبت الدول. لن يتخلى يهوه عنها!

رابعا: ليس للأمم والملوك أن لا يقووا على هذه المملكة فحسب، بل عليهم جميعا أن يخضعوا لسلطانها!

خامسا: إن المملكة رغم اجتياحها من قبل الأجانب وسبي أهلها. إلا أن الله قد تعهد بإرسال بطل يعيد لهم هذه المملكة فعزرا بكل حق هو مؤسس الدين اليهودي كما نعرفه الآن. ولا عجب إن اعتبرته اليهود "ابنا لله" لأنه بعمله هذا بعث الهوية اليهودية التي رأت النور ساطعا في مملكة داود وسليمان بعد أن قضت أجيالا طويلة في الظلام، ثم تقلصت وكادت تنقرض تماما من وجه الأرض لولا أن أنتجت عزرا(5) ولا شك أن التوراة كانت في يوم ما كتابا إلهيا عزيزا، إلا أن طابور الذين أورثوا الكتاب أنجبوا في النهاية الجيل الذي جلس عزرا على قمته، فحرفوها وزاغوا بها عن أهدافها الإلهية ومراميها الأخلاقية وجعلوا منها كتابا تعصبيا عنصريا. ومن العجيب أن توراة عزرا التي بين أيدينا صورها الآن. لم تذكر اسم الشيطان مرة واحدة، أن كاتب التوراة في بابل استبعد اسم الشيطان من توراة موسى ليس في إخراجه آدم وزوجته من الجنة فحسب، بل في كل إصحاحات الأسفار الخمسة ووضع بدله (الحية) في التوراة العبرانية و(الثعبان) في التوراة السامرية(6). والأعجب، أن كاتب التوراة استبعد سجود الملائكة لآدم (عليه السلام)(7).

لماذا استبعد الشيطان من كتاب يدعي أتباعه أنه من عند الله؟ لا بد أن يكون هذا الاستبعاد لغرض معين أو ربما يكون استبعاده من الأسفار الخمسة كلها من أجل أن تتصرف أجيال المستقبل بجسارة ولا يهمها شئ. ثم لماذا استبعد سجود الملائكة لآدم؟ يقول صاحب نقد التوراة: استبعد سجود الملائكة لآدم، لأن السجود معناه أن الجنس البشري كله مكرم ومحترم. وهم لا يقولون بذلك.

بل يقولون إن بني إسرائيل وحدهم من سائر الأمم هم المصطفين الأخيار(8) ولم يكن هذا فقط العجيب والأعجب عند كاتب التوراة. أن اسم الإله بدل. فبدل أن يدعى باسم الحق وهو إله العالمين ورب البشر. جعله كاتب التوراة "إله إبراهيم ويعقوب وإسرائيل" فحسب. وإن كان له أي علاقة بالعالمين في نظرهم. فهو فقط ليقهر العالمين لصالح شعبه المختار(9) كما أن الحق الذي لا مراء فيه، هو أن إله اليهود كما تخيله كاتب التوراة لم يكن إلها توحيديا، لقد كان وثنا أو أوثانا، وضعتها زوجة يعقوب تحت فستانها كما في سفر التكوين (إصحاح 31 / 19، 34، 35) وأصبح جنيا تصارع مع يعقوب طيلة الليل حتى تغلب عليه يعقوب فسمي إسرائيل والمنتصر كما في سفر التكوين (إصحاح 32 / 24 إلى 32) وأصبح في عهد موسى وداود إلها ناريا قبليا يسكن في قمة الجبل سواء في حوريب أو صهيون. وتحول من بعد ذلك إلى الإله الذي لا يعمل إلا لليهود. خيرا لهم وشر الشعوب الأرض فكان الإله المستعبد. نعم. لقد أصبح مجردا وكان دائما أحدا. إلا أنه لم يكن في أي يوم إلها توحيديا عند كاتب التوراة(10) ومن السخف بمكان أن نقر ادعاء اليهود أنفسهم والنصارى أن اليهود موحدون(11). إن الإله الذي تحدثت عنه التوراة ليس إلها توحيديا ولقد تطور هذا الإله على امتداد التوراة. والصهيونية هي حركة هذا الإله في التاريخ(12).

وعزرا ادعى العلم بعد أن أطلق شائعة مفادها: أنه عندما كان يبكي على قتل علماء بني إسرائيل وسبي كبارهم وذهاب العلم منهم حتى سقطت جفون عينيه، قالت له امرأة كانت تبكي هي الأخرى عند جبانة. اذهب إلى نهر كذا فاغتسل منه وصلي، فإنك ستلقى هناك شيخا، فما أطعمك فكله، فذهب وفعل ما أمر به، فإذا الشيخ فقال له: افتح فمك، ففتح فمه، فألقى فيها شيئا كهيئة الجمرة العظيمة، فرجع عزرا وهو أعلم الناس بالتوراة(13)، ولما رجع اليهود من بابل بالتوراة المحرفة، سكن السامريون في مد فهم ومعهم نسخة من التوراة التي كتبها عزرا في بابل. وسكن العبرانيون في مد نهم ومعهم صورة من نفس التوراة.

ورغم أن التوراة واحدة. إلا أنهم اختلفوا على تعيين جهة القبلة المقدسة التي يترتب على تعيين المدينة التي تكون عاصمة لمملكة بني إسرائيل. ودب الشقاق والنزاع بين السامريين والعبرانيين وكره بعضهم بعضا. وقام العبرانيون بتغيير كلمات في توراة عزرا، وتام السامريون بتغيير كلمات في توراة عزرا. واستقر السامريون على أن تكون قبلتهم في اتجاه جبل "عيبال" واستقر العبرانيون على أن تكون القبلة في اتجاه "جرزيم" وهذه الكلمات هي التي ميزت بين التوراتين. وزاد العبرانيون على أسفار موسى الخمسة التي كتبها عزرا أسفار لأنبياء كانوا في بني إسرائيل من بعد موسى(14).

لقد جاء عزرا بتوراة ادعى أنها توراة موسى. في الوقت الذي ذكرت فيه توراة عزرا خبر موت موسى ودفنه في أرض مؤاب. فهل كان في توراة موسى خبر موت موسى ودفنه في أرض مؤاب وأنه؟ إلى هذا اليوم لا يعرف أحد مكان - قبره(15). لقد جاء عزرا بتوراة لا يعرف موسى عنها شيئا. والمسيح عيسى ابن مريم (عليه السلام)، كان يعلم أن التوراة محرفة. بدليل أن في عصره كان السامريون والعبرانيون يتعبد كل منهم في اتجاه قبلته الخاصة. وعندما سألت امرأة سامرية المسيح عن الصواب أجاب. بأنه سيأتي اليوم الذي لا يقدس فيه هذا الجبل ولا ذاك الجبل. ففي إنجيل يوحنا 4 / 19-24 (قالت له المرأة: يا سيد. أرى أنك نبي آباؤنا سجدوا في هذا الجبل. وأنتم تقولون إن في أورشاليم الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه. فقال لها يسوع: يا امرأة صدقيني إنه تأتي ساعة. لا في هذا الجبل ولا في أورشاليم تسجدون للرب. أنتم تسجدون لما لستم تعلمون. أما نحن فنسجد لما نعلم ". لقد كان المسيح يعلم بالتحريف.

وأخبرهم بالصواب وبأن يعملوا أعمال إبراهيم إن كانوا هم أبناء إبراهيم كما يدعون. لكنهم اعتمدوا ما عند هم وطالبوا عيسى بأن يأتي لهم بالأرض والميراث. الذي غرسه عزرا وتلاميذه. وقاد القوم فيما بعد إلى المسيح الدجال كما سنبين في حينه.

والقرآن الكريم أثبت تحريف اليهود للتوراة قال تعالى: ﴿مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ﴾(16).

قال المفسرون: وذلك إما بتغيير مواضع الألفاظ بالتقديم والتأخير والإسقاط والزيادة، كما ينسب إلى التوراة الموجودة.

وإما بتفسير ما ورد عن الأنبياء بغير ما قصد منه من المعنى الحق كما أولوا ما ورد في رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من بشارات التوراة. ومن قبل أولوا ما ورد في المسيح ابن مريم (عليه السلام) من البشارة وقالوا: إن الموعود لم يجئ بعد وهم ينتظرون قدومه إلى اليوم. ومن الممكن أن يكون المراد بتحريف الكلم عن مواضعه استعمال القول بوضعه في غير المحل الذي ينبغي أن يوضع فيه(17).

والتحريف جاء بعد أن شق شعب إسرائيل طريقه في الضلال. لقد بد أوا بنبذ كتاب الله وراء ظهورهم. عندئذ فتحت عليهم أبواب الأهواء، فد خلوا منها.

وبالدخول أبعدوا من رحمة الله، ولكي يسيروا في دروب الأهواء تحت لافتة دينية، حرفوا الكلم عن مواضعه وفسروها بغير ما أريد بها. فأوجب ذلك أن نسوا حظا من الدين وهذا الحظ يرتحل بارتحاله عنهم كل خير وسعادة. وأفسد ذلك ما بقي بأيديهم من الدين، لأن الدين مجموع من معارف وأحكام مرتبط بعضها ببعض، يفسد بعضه بفساد بعض آخر، سيما الأركان والأصول، وذلك كمن يصلي لكن لا لوجه الله، أو ينفق لا لمرضاة الله. أو يقاتل لا لإعلاء كلمة الحق، فلا ما بقي في أيديهم نفعهم. إذ كان محرفا فاسدا. ولا ما نسوه من الدين أمكنهم أن يستغنوا عنه. ولا غنى عن الدين ولا سيما أصوله وأركانه.

لقد تاهوا في عالم الأهواء. وفي هذا التيه استقرت أقدامهم عند المسيح الدجال. والمسيح الدجال حذر منه جميع الأنبياء أقوامهم. ففي الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "إنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال وإن الله لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال، وأنا آخر الأنبياء، وأنتم آخر الأمم وهو خارج فيكم لا محالة"(18). لقد حذرت أنبياء بني إسرائيل من المسيح الدجال. ووصفوه لشعب إسرائيل. ومن صفاته عندهم أنه يملك من البحر إلى البحر ومن النهر إلى أقاصي الأرض(19) وعندما مارس عزرا والذين من بعده عمليات العبث في التوراة وجدوا أن الأنبياء قد بشروا بمسيح يأتي في المستقبل، وأيضا حذروا من مسيح يأتي في المستقبل فأي مسيح يختاره الذين يعبثون في كتاب الله؟ لقد اختاروا صاحب الأرض بعد أن زاولوا عملية تحريف الكلم عن مواضعه، وضعوا على المسيح الذي معه الأرض والماء والخبز علامات التبشير. وعندما جاءهم المسيح ابن مريم الذي بشر به أنبياء بني إسرائيل. صدوا عن سبيل الله وقالوا إن الموعود لم يجئ بعد، واتهموا نبي الله عيسى بأنه كذاب في ادعائه للنبوة وذلك لأنهم اعتبروا أنه الذي حذرت منه رسلهم! ومارسوا هذا العمل وهذا الصد عن سبيل الله عندما بعث الله رسوله الخاتم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد ورد هذا في أثر عن ابن عباس قال: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ﴾ أي لم تخلطون الباطل مع الحق في كتابكم. صفة الدجال بصفة محمد ﴿وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ﴾ ولم تكتمون صفة محمد ونعته ﴿وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ أي تعلمون ذلك في كتابكم(20).

إن القرآن يشهد بأن التوراة محرفة عمدا، والذي يحرف كتاب الله عمدا فهو ملعون ومن سار تحت رايته فهو ملعون يستظل بلعنة ويتجه نحو لعنة! وعزرا هو الذي فتح الباب. وعزرا هذا، هو عزير المذكور في القرآن في قوله تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ﴾(21) وعزير ليس بنبي كما حكى الشيخ الآلوسي في تفسيره روح المعاني، فعزرا الذي لم يذكر اسم الشيطان مرة واحدة في توراة موسى. ولم يذكر سجود الملائكة لآدم. ولم ينزه الله تعالى فيما كتب، وطمس صفات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، بعد أن علم أن الله قد استجاب دعاء إبراهيم في أن يكون نسل إسماعيل هداة الأمم، وأن الله وعد بمباركة الأمم في آل إسماعيل بنبي يظهر فيهم في قول لإبراهيم "وأما إسماعيل. فقد سمعت لك فيه. ها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيرا جدا. اثني عثر رئيسا يلد وأجعله أمة كبيرة"(22) عزرا هذا كان بمثابة نهاية طريق وبداية طريق آخر في التاريخ الإسرائيلي. هو نهاية طريق لأنه اكتفى بفقهاء الانحراف. وكان القوم من قبل فيهم من يدعو إلى الصلاح. وهو بداية طريق، لأن انحرافات البشرية من قبل قد تم تزيينها على طريق عزرا نحو أرض المعاد التي هي في حقيقة أمرها أطروحة المسيح الدجال. وعزرا حمل أعلام وقراطيس الشذوذ في قومه. فهو بلا جدال حامل أعلام الذين عبدوا العجل.

والذين سيسيرون على طريقه من أي دين آخر، هم في الحقيقة إخوان للذين عبدوا العجل من بني إسرائيل. قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ﴾(23). أخرج عبد الرازق وابن المنذر وابن أبي حاتم قال أبو قلابة: هو جزاء لكل مفتر إلى يوم القيامة أن يذله الله. وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان: كذلك نجزي المفترين قال: كل صاحب بدعة ذليل. وقيل لسفيان هل هي لأصحاب العجل خاصة قال: كلا اقرأوا ما بعدها. وكذلك نجزي المفترين. فهي لكل مفتر ومبتدع إلى يوم القيامة(24) ولقد حمل أتباع العجل مشاعلهم وساروا في اتجاه الدجال. وفي الطريق كانوا يلوحون لغيرهم للركوب في قطارهم. وللأسف الشديد ركبت معهم أجناس عديدة من أديان شتى بعد أن اتبعوهم شبرا بشبر وذراعا بذراع. وناموا معهم في كل جحر ضيق خرب. إن الطريق العجل المفروش بالذهب اللاحقيقي والذي ينتهي إلى دجال لا يمثل أي حقيقة سيركبه كل من حمل في قلبه انحراف. وكل من اكتسب دينارا من فتنة عليها من الله تحذير.

المصدر:

الانحرافات الكبرى: القرى الظالمة في القرآن الكريم.


1- سورة الأعراف / 169-170.

2- أصول الصهيونية / إسماعيل الناروقي. ط وهبه ص8.

3- أصول الصهيونية / إسماعيل الناروقي. ط وهبه ص460

4- الميزان ج9 / ص243 وقيل 423 ق.م.

5- الميزان ص92.

6- نقد التوراة / حجازي السقا. ط الكليات الأزهرية ص176.

7- نقد التوراة ح / حجازي السقا. ط الكليات الأزهرية ص176.

8- نقد التوراة / حجازي السقا. ط الكليات الأزهرية ص176.

9- أصول الصهيونية ص95.

10- أصول الصهيونية ص97.

11- أصول الصهيونية ص96.

12- أصول الصهيونية ص97.

13- نقد التوراة ص144.

14- نقد التوراة ص146.

15- نث

16- سورة النساء / 46.

17- الميزان ج4/ ص364.

18- رواه ابن ماجة والحاكم وصححه وأقره الذهبي وغير وهما.

19- راجع كتابنا عقيدة الدجال.

20- هامش الدر المنثور ج1 / ص183 تفسير سورة البقرة.

21- سورة التوبة / 30.

22- التكوين ج20 / ص17.

23- سورة الأعراف / 152.

24- الدر المنثور ج3 / ص128.