انحرافات فرعون موسى (ع) -6

9- مقتل الفرعون:

لقد كان لكل مستكبر قصة وهو يصارع الغرق، ولكن القرآن تخطى الفراعنة الصغار فلم يصف حالهم مع الموج، لأنهم صغار أتباع لكل ناعق! أما فرعون فلقد وقف عنده القرآن ليصف موقفه مع الغرق في مشهد وحركة، ففرعون هو صاحب التاج الأكبر والجوزة الأعظم! وهو مؤسس فقه الإستحواز ومؤصل عقدة الامتلاك، وهو سيد كل طريق مسدود يبصر فيه بالجنود ويبصر بالعبيد ولا يدخل إليه إلا كل محني الظهر.

يقول تعالى في مشهد فرعون وهو يصارع الأمواج: ﴿وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾(1).

يقول المفسرون: أي آمنت بأنه -وقد وصف الله- بالذي آمنت به بنو إسرائيل. ليظفر بما ظفروا به بإيمانهم. وهو مجاوزة البحر والأمان من الغرق، ولذلك أيضا جمع بين الإيمان والإسلام. ليزيل بذلك أثر ما كان يصر عليه من المعصية.

فالإيمان كان من أجل مصلحة، وهذا النوع من الإيمان لا ينفع صاحبه حين البأس. قال تعالى: ﴿فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ / فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ﴾(2) إنها سنة الله في عباده أن لا تقبل توبة بعد رؤية البأس(3) لهذا قال الله تعالى في جواب فرعون حين قال ما قال: ﴿آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾(4).

قال المفسرون: آلآن: أي أتؤمن بالله الآن وهو حين أدركك العذاب ولا إيمان وتوبة حين غشيان العذاب ومجئ الموت من كل مكان، وقد عصيت قبل هذا وكنت من المفسدين، وأفنيت أيامك في معصيته. ولم تقدم التوبة لوقتها. فماذا ينفعك الإيمان بعد فوت وقته. وهذا هو الذي كان موسى وهارون سألاه ربهما. أن يأخذه بعذاب أليم ويسد سبيله إلى الإيمان. إلا حين يغشاه العذاب فلا ينفعه الإيمان ولا تغني عنه التوبة شيئا(5).

إن التجارة لها ميدانها، وحساب الربح والخسارة له موائده، أما التجارة في العقيدة والبيع والشراء في آيات الله فكل هذه جرائم لا يفلت مرتكبها من تحت السماء! ولقد تاجر فرعون في حياته بكل شئ، وعندما ضربه الموج لم يجد في جعبته إلا أوراق الإيمان والإسلام، ولكن هيهات هيهات، لقد امتلأت بزته الحربية بالماء وغاصت به في الأوحال، وبعد حين دفعه الموج إلى الضفة التي بلغها يوما وهو مزهو بالنصر، بعد أن راوده الأمل في اللحوق بموسى، لقد قذف به البحر إلى الشاطئ ليكون عبرة لنهاية طريق. وهو الذي التقط يوما صندوقا قذف به البحر إلى الشاطئ ليكون الذي بداخله آية لجميع الظالمين: ﴿فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ﴾(6) لقد قذف اليم في أول الرحلة صندوقا به موسى. وقذف اليم في آخر الرحلة الفرعون! قذفه لهدف ومن وراء هذا الهدف حكمة، فبعد مصرع الفرعون قال تعالى: ﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ﴾(7).

قال المفسرون: لم يقل سبحانه: ﴿نُنَجِّيكَ﴾ وإنما قال: ﴿نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ﴾ ومعناه ننجي بدنك. وتنجيته ببدنه تدل على أن له أمرا آخر وراء البدن، فقده بدنه بغشيان العذاب وهو النفس التي تسمى أيضا روحا، وهذه النفس المأخوذة هي التي يتوفاها الله ويأخذها حين موتها كما قال تعالى: ­﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا﴾(8) وهذه النفس هي التي يخبر عنها الإنسان بقوله: ­﴿أَنَا﴾ وهي التي بها تتحقق للإنسان إنسانيته. وهي التي تدرك وتريد وتفعل الأفعال الإنسانية بواسطة البدن، بما له من القوى والأعضاء المادية.

وليس للبدن إلا أنه آلة وأداة تعمل بها النفس أعمالها المادية، ولمكان الاتحاد الذي بينها وبين البدن، يسمى باسمها البدن، وإلا فأسماء الأشخاص في الحقيقة لنفوسهم لا لأبدانهم. وناهيك في ذلك التغير المستمر الذي يعرض البدن مدى الحياة، والتبدل الطبيعي، الذي يطرأ عليه حينا بعد حين. حتى ربما تبدل البدن بجميع أجزائه إلى أجزاء أخر تتركب بدنا آخر.

فلو كان زيد مثلا هو البدن الذي ولدته أمه يوم ولدته، والاسم له، لكان غيره وهو ذو سبعين وثمانين قطعا والاسم لغيره حتما، فهذه وأمثالها شواهد قطعية على أن إنسانية الإنسان بنفسه دون بدنه. والأسماء للنفوس لا للأبدان، يدركها الإنسان ويعرفها إجمالا، وإن كان ربما أنكرها في مقام التفصيل، وبالجملة فالآية ﴿الْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ﴾ كالصريح أو هو صريح في أن النفوس وراء الأبدان، وأن الأسماء للنفوس دون الأبدان. إلا ما يطلق على الأبدان بعناية الاتحاد.

فمعنى ﴿نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ﴾ نخرج بدنك من اليم وننجيه. وهو نوع من تنجيتك. لما بين النفس والبدن من الاتحاد القاضي بكون العمل الواقع على أحدهما واقعا بنحو على الآخر .. وهذا بوجه نظير قوله تعالى: ﴿مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ﴾(9) فإن الذي يعاد إلى الأرض هو جسد الإنسان دون الإنسان التام فليست نسبة الإعادة إلى الإنسان إلا لما بين نفسه وبدنه من الاتحاد.

وقد ذكر بعضهم أن مفاد قوله: ﴿نُنَجِّيكَ﴾ أن يكون فرعون خارجا من اليم حيا، وقال البعض الآخر. إن المراد بالبدن الدرع وكان لفرعون درع من ذهب يعرف به فأخرجه الله فوق الماء بدرعه، والحق أن هذا كله تكلف لا حاجة إليه. فلم يقل: ﴿نُنَجِّيكَ﴾ وإنما قال ﴿نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ﴾ ومعناه ننجي بدنك والباء للآلية أو السببية. والعناية هي الاتحاد الذي بين النفس والبدن.

وقال البعض: ­﴿نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ﴾ بمعنى نجعلك على نجوة من الأرض وهذا لا يفي بدفع الإشكال من أصله. فإن الذي جعل على نجوة هو بدن فرعون على قولهم. وهو غير فرعون قطعا وإلا كان حيا سالما. ولا مناص إلا أن يقال: إن ذلك بعناية الاتحاد الذي بين الإنسان وبدنه، ولو صححت هذه العناية إطلاق اسم الإنسان على بدنه من غير نفس، لكان لها أن تصحح نسبة التنجية إلى الإنسان من جهة وقوع التنجية ببدنه. وخاصة مع وجود القرينة الدالة على أن المراد بالتنجية هي التي للبدن، دون التي للإنسان المستتبع لحفظ حياته وسلامته نفسا وبدنا والقرينة هي قوله: ­﴿بِبَدَنِكَ﴾(10).

10- مشهد من حياة النار:

دفعت الأمواج بالبدن ليكون للأجيال عبرة وليعلموا أن الله تعالى هو القادر الذي ناصية كل دابة بيده، وأنه لا يقوم لغضبه شئ ﴿وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ﴾ أي لا يتعظون بها ولا يعتبرون(11) لقد ذهب فرعون وقومه، بعد أن خطوا على جبين الرحلة البشرية خطوطا عديدة للانحراف، كانوا هم أئمتها وفقهاؤها. ولقد حذر الله تعالى عباده من هذه الخطوط ومن هؤلاء الأدلة.

قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ﴾(12).

قال المفسرون الدعوة إلى النار، هي الدعوة إلى ما يستوجب النار من الكفر والمعاصي، ومعنى جعلهم أئمة يدعون إلى النار.

تصييرهم سابقين يقتدي بهم اللاحقون وقال تعالى: ﴿وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً﴾(13).

قال المفسرون: فهم لكونهم أئمة يقتدي بهم من خلفهم في الكفر والمعاصي، لا يزال يتبعهم ضلال الكفر والمعاصي من مقتديهم ومتبعيهم وعليهم من الأوزار مثل ما للمتبعين فيتبعهم لعن مستمر باستمرار الكفر والمعاصي بعدهم، فالآية في معنى قوله تعالى: ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ﴾(14).

وفرعون دليل القوم في الدنيا .. هو نفسه سيكون دليل أتباعه يوم القيامة يقول تعالى: ﴿يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ / وَأُتْبِعُواْ فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ﴾(15).

قال المفسرون: يقدم قومه: فإنهم اتبعوا أمره. فكان إماما لهم من أئمة الضلال. ﴿فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ﴾ أي يقدمهم فيوردهم النار ﴿وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ﴾ والورد هو الماء الذي يرده العطاش من الحيوان والإنسان للشرب.

والورود أصله قصد الماء، وقد يستعمل في غيره، وفي هذا استعارة لطيفة، بتشبيه الغاية التي يقصدها الإنسان في الحياة لمساعيه المبذولة، بالماء الذي يقصده العطشان، وسعادة الإنسان الأخيرة هي رضوان الله والجنة. لكن قوم فرعون لما غووا باتباع أمر فرعون، وأخطأوا سبيل السعادة الحقيقية، تبدلت غايتهم إلى النار، فكانت النار هي الورد الذي يردونه، وبئس الورد المورود، لأن الورد هو الذي يجمد لهيب الصدر ويروي العطشان، فإذا تبدل إلى عذاب النار. فبئس الورد المورود ﴿وَأُتْبِعُواْ فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ﴾ أي هم اتبعوا أمر فرعون. فأتبعتهم لعنة من الله في هذه الدنيا، وإبعاد من رحمته وطرد من ساحة قربه، وبئس الرفد رفدهم يوم القيامة، وهو النار التي يسجرون فيها(16).

والنار التي وعد الله بها فرعون ومن اتبعه يوم القيامة. لن تكون بعيدة عنهم قبل يوم القيامة، فهم يعرضون عليها في عالم البرزخ جزاء لهم لما قدمته أيديهم وخطته على جبين الرحلة البشرية.

يقول تعالى: ﴿وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ / النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ / وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ / قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ﴾(17).

قال المفسرون: الآية صريحة أولا في أن هناك عرضا على النار، ثم إدخالا فيها، والإدخال أشد من العرض. وثانيا في أن العرض على النار قبل قيام الساعة التي فيها الإدخال وهو عذاب البرزخ -عالم متوسط بين الموت والبعث- وثالثا أن التعذيب في البرزخ ويوم تقوم الساعة بشئ واحد، وهو نار الآخرة، لكن البرزخيين يعذبون بها من بعيد وأهل الآخرة بدخولها.

والمعنى: وحاق بآل فرعون سوء العذاب إذ يتحاجون في النار، أو .. واذكر من سوء عذابهم إذ يتحاجون في النار، فيقول الضعفاء منهم. للذين استكبروا. إنا كنا في الدنيا لكم تبعا. وكان لازم ذلك أن تكفونا في الحوائج وتنصرونا في الشدائد ولا شدة أشد مما نحن فيه. فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار. وإن لم يكن جميع عذابها فقد قنعنا بالبعض. وهذا ظهور مما رسخ في نفوسهم في الدنيا من الالتجاء بكبريائهم ومتبوعيهم من دون الله. يظهر منهم ذلك يوم القيامة. وهم يعلمون أنهم في يوم لا تغني فيه نفس عن نفس شيئا، والأمر يومئذ لله. فيقول مستكبروهم: إن اليوم يوم جزاء لا يوم عمل، فالأسباب ساقطة عن التأثير، وقد طاحت منا ما كنا نتوهمه لأنفسنا في الدنيا من القوة والقدرة، فحالنا وحالكم ونحن جميعا في النار واحدة، ولسنا نختص دونكم بقوة حتى نغني عنكم شيئا من العذاب ومما قيل في الآية: إن الضمير في قوله: ﴿يَتَحَاجُّونَ﴾ لمطلق الكفار من أهل النار .. بعيد. والقول بأن الضمير لقريش أبعد(18).

لقد انتهت الرحلة بالنار، نار في عالم البرزخ ونار يوم القيامة، كما انتهت بلعن في الدنيا، وفي الآخرة هم من المقبوحين. لقد انتهت الرحلة في الدنيا بالغرق وتدمير ما يعرشون ويوم القيامة بئس الرفد المرفود. إن فرعون وقومه إنتاج حقيقي لعالم الانحراف بجميع رموزه وأعلامه، لقد حملت الدولة الفرعونية شذوذ وانحراف قوم نوح وقوم عاد وقوم ثمود وأهل مدين ففرعون إمام دولة له مجموعة عمل قادرة على التأثير، ولديه الإمكانيات الهائلة التي يمكن أن ينفذ بها سياسته التي دق الكفر أوتادها على امتداد زمن طويل، ولأن فرعون مدخل للصد عن سبيل الله ومدخل إلى النار أفاض القرآن في قصته وحذر تعالى الإنسانية كلها من طرق وخطوط فرعون فقال تعالى: ﴿فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى / إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى﴾(19).

قال المفسرون: إن في حديث موسى وقصته لعبرة لمن كان له خشية، وكان من غريزته أن يخشى الشقاء والعذاب والإنسان من غريزته ذلك. ففيه عبرة لمن كان إنسانا مستقيما على طريق الفطرة(20) وقال تعالى: ﴿فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ﴾(21) جعلهم سلفا للآخرين لتقدمهم عليهم في دخول النار، وجعلهم مثلا لهم لكونهم مما يعتبر به الآخرون لو اعتبروا واتعظوا، ففرعون مجموعة من الجرائم ساعده قومه على ارتكابها، تحت شعار الحفاظ على سنة الآباء، التي لا يستفيد منها سوى فرعون وطابور كهنته الذين يطبخون له الفتوى التي يريد! لقد أجرى فرعون الدماء على جذوع النخل وفي البيوت وفي القصور وجحد بآيات الله وكل ذلك من أجل حماية شذوذه وامتلك فرعون الكثير، ولكن هيهات هيهات. لقد انهالت على السهل أعاصير الشتاء فدمرت ما كانوا يعرشون، وقلب البحر الهائج سطحه، وهبط فرعون وقومه إلى الجحيم ليصبحوا عبرة لأصحاب المداخل المسدودة الذين يدونون أوراق الفقه الواحد، الذي يعبر عن وجهة نظر فرعونية .. قادرة على امتصاص جميع الأهواء وصهرها في قالب ذهبي واحد!

المصدر:

الانحرافات الكبرى: القرى الظالمة في القرآن الكريم.


1- الميزان ج10 / ص117.

2- سورة غافر / 84-85.

3- الميزان ج17 / ص357، ابن كثير ج2 / ص430.

4- سورة يونس / 91.

5- الميزان ج10 / ص118.

6- سورة القصص / 8.

7- سورة يونس / 92.

8- سورة الزمر / 42.

9- سورة طه / 55.

10- الميزان ج10 / ص190.

11- ابن كثير ج2 / ص431.

12- سورة القصص / 41.

13- سورة القصص / 42.

14- سورة العنكبوت / 13.

15- سورة هود / 98-99.

16- الميزان ج10 / ص3820.

17- سورة غافر / 45-48.

18- الميزان ج17 / ص336.

19- سورة النازعات / 26.

20- الميزان ج20 / ص189.

21- سورة الزخرف / 56.