انحرافات فرعون موسى (ع) -1

﴿وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ﴾(1)

آل فرعون! جيش بلا قبور

إنحراف الدولة

مقدمة:

كان فرعون قمة إنتاج فقه الانحراف، بمعنى أن كفار قوم نوح الذين دونوا فقه النظر القاصر الذي صنف عباد الله إلى أشراف وأراذل، والذين تعهدوا الغرس الشيطاني الذي يقوم على رفض بشرية الرسول هؤلاء توجد بصمات شذوذهم وانحرافهم على الوجه الفرعوني.

ففرعون موسى رفض النبي البشر وصنف عباد الله فَقَالُوا: ﴿أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ﴾(2) وإذا كانت عاد قوم هود هم الذين دونوا فقه الغطرسة واستكبروا وقالوا من أشد منا قوة؟ فإن بصماتهم حملها الوجه الفرعوني، ففرعون وملئه استكبروا وكانوا قوما عالين(3). وإذا كانت ثمود قوم صالح قد جحدوا بآيات الله وسخروا من رسوله، فإن بصمات الجحود والسخرية ترى بوضوح على الوجه الفرعوني، ففرعون تولى بركنه ووصف نبي الله موسى (عليه السلام) بأنه ساحر أو مجنون(4). وعندما جاءهم موسى بآيات الله كانوا منها يضحكون(5)! وإذا كان النمرود قد قال لإبراهيم (عليه السلام): أنا أحي وأميت، فإن بصمات الدولة النمرودية توجد على صفحات الدولة الفرعونية! ففرعون هو القائل: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾(6) وهو القائل لقومه: ﴿مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾(7) وإذا كان قوم لوط قد تآمروا على إبادة النسل بطريقتهم الخاصة، فإن لفرعون طريقته للتآمر على النسل وتبدو صورتها واضحة في خطة فرعون من أجل إبادة نسل بني إسرائيل. وإبادة نسل كل من آمن بالله الواحد ﴿قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاء الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءهُمْ﴾(8) فلقد تتبع مواليد بني إسرائيل وتتبع السحرة الذين آمنوا بموسى حتى يعم في الأرض الفساد. وإذا كانت مدين قد دونت فقه نقص الكيل والميزان فإن فرعون نقص الميزان بطريقته الخاصة. فلقد غش قومه واستخفه ولم يطرح عليهم حقيقة كاملة فدولته كانت كل شئ فيها بميزان، ولكن هذا الميزان كان في قصر فرعون والعامل عليه لا يرى إلا بعيون فرعون ﴿وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾(9) لقد كان الميزان كله عند فرعون، فرعون الذي استكبر وجنوده في الأرض بغير الحق، وظنوا أنهم إلى الله لا يرجعون!

لقد حمل فرعون على أكتافه جميع الانحرافات والشذوذ، بعد أن طورها لتلائم المسيرة البشرية، وشاء الله أن يتصدى له موسى وهارون (عليهما السلام)، وموسى أحد الخمسة أولي العزم الذين هم سادة الأنبياء، وقد خصهم الله بالذكر في قوله: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا﴾(10) وقال: ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى﴾(11) وموسى (عليه السلام) أكثر الأنبياء ذكرا في القرآن فقد ذكر اسمه في مائة وستة وثلاثين موضعا، وذكر البعض أن الله تعالى أشار إليه في ثلاثين موضعا آخر، وأشير إلى قصته إجمالا أو تفصيلا في أربع وثلاثين سورة من سور القرآن، وقد اختص من بين الأنبياء بكثرة المعجزات والآيات التي أيد الله بها دعوته وقد ذكر القرآن منها معجزة العصا، واليد البيضاء، والطوفان، الجراد، والقمل، والضفادع، والدم، وفلق البحر، وإنزال المن والسلوى، وانبجاس العيون من الحجر بضرب العصا، وإحياء الموتى، ورفع الطور فوق القوم وغير ذلك.

ولقد أثنى الله تعالى على موسى (عليه السلام) بأجمل الثناء في قوله: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا / وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا﴾(12) وقال سبحانه: ﴿وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا﴾(13) وقال: ﴿وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾(14) وذكره في جملة من ذكرهم من الأنبياء في سورة الأنعام، فأخبر سبحانه أنهم كانوا محسنين صالحين، وأنه فضلهم على العالمين، واجتباهم وهداهم إلى صراط مستقيم .. فاجتمع بذلك له (عليه السلام) معنى الإخلاص والتقريب والوجاهة والإحسان والصلاح والتفضيل والاجتباء والهداية، أما أخوه هارون (عليه السلام)، فلقد أشركه الله تعالى مع موسى (عليه السلام) في سورة الصافات في المن وإيتاء الكتاب والهداية إلى الصراط المستقيم، وفي التسليم وأنه من المحسنين ومن عباده المؤمنين(15) وعده سبحانه من المرسلين كما في سورة ص(16) ومن النبيين كما في سورة مريم(17) وأنه ممن أنعم الله عليهم(18) وأشركه سبحانه مع من عدهم من الأنبياء في سورة الأنعام في صفاتهم الجميلة من الإحسان والصلاح والفضل والاجتباء والهداية(19).

1- أضواء على الفرعونية:

في الظاهر أن الباطل هو الذي يطارد الحق، ولكن الحقيقة تخالف ذلك، والدليل يكمن في نتيجة المطاردة، من انتصر على من؟ إن الباطل مهما طالت أيامه وكثر جنده واشتد ساعده، مطارد والذي يطارده هو الله، ولا بقاء لشئ يطارده الله ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾(20) إن الباطل طارئ لا أصالة فيه، أما الحق فهو أصيل في الوجود، والحق لا يخفى بأي وجه وعلى أي تقدير وهو من أبده البديهيات، وليس في الوجود أي محبوب أو مطلوب أعز وأشرف وأغلى من الحق، لهذا فالحق هو الذي يطارد الباطل، ودائما وأبدا تكون نهاية هذه المطاردة أن الحق هو المنتصر في الدنيا ظاهرا وباطنا. لقد كان كفار قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم لوط وقوم شعيب وفرعون وقومه. في خندق الباطل. فماذا كانت عاقبة المفسدين الذين ملأوا القلوب رعبا، والنفوس دهشة، وخربوا الديار، ونهبوا الأموال، وسفكوا الدماء، وأفنوا الجموع.

واستعبدوا العباد وأذلوا الرقاب، لقد مهلهم الله في عتوهم واعتدائهم، حتى إذا بلغوا أوج قدرتهم. واستووا على أريكة شوكتهم وغرتهم الدنيا بزينتها، واجتذبتهم الشهوات إلى خلاعتها، واشتغلوا بملاهي الحياة والعيش. واتخذوا إلههم هواهم، جاءتهم الضربة القاصمة، فلم يبق منهم إلا أسماء إن لم تنس، ولم يتبق من هيمنتهم إلا أحاديث!

وفرعون قصة من قصص الجبابرة، جاءت قصته بعد أن قص الله قصة شعيب مع قومه، ولقد توفر للدولة الفرعونية كل أسباب القوة، من نيل يفيض بالماء على أرض خصبة، إلى سواعد فتية ترفع الأحجار وتحفر في الصخور، لقد توفر للدولة المناخ والطبيعة والإنسان. وهذه نعم من الله يجب الشكر عليها، ولكن الفرعونية أمسكت بسمع وبصر القوم، فتلاشى القوم ولم يظهر إلا فرعون!

1- الفرعونية:

بعث الله تعالى إدريس (عليه السلام) إلى مصر بعد الطوفان -فيما ذكره البعض- وأقام في مدينة منف. وبعد أن أقام الحجة على القوم في بداية الطريق وتوفاه الله، اتجه القوم نحو رفض بشرية الرسول، وظهرت ثقافة دونها الكهنة عامودها الفقري. أن الآلهة حكموا الأرض من قديم الزمان، الآلهة لم يكن يراهم أحد، إلا أن أرواحهم وقوتهم تحيط بالأرض، ووفقا لهذا التصور أقاموا التماثيل لهؤلاء الآلهة الذين في تخيلاتهم، وتقربوا إليها وأقاموا لها المعابد، وبعد مدة من الزمان ادعى الفراعنة أمام قومهم بأنهم أبناء لهؤلاء الآلهة، وأنهم يجلسون فوق عروشهم بأمر منهم، وكان الفرعون خفرع هو أول من ادعى بنوته للإله "رع"(21)! وعلى سنته سار جميع الفراعنة وبمقتضى هذه البنوة كان للفراعنة الحق في امتلاك حل شئ على أرض مصر، لقد رفضوا النبوة في بداية الطريق، لأن النبي بشر ولا ينبغي أن يكون كذلك! وفي نهاية الطريق أصبح الذين رفضوا النبي بالأمس، أبناء آلهة! لتكون هذه البنوة فيما بعد مقدمة للجلوس في دائرة الآلهة.

إن ثقافة رفض النبي البشر، قام الشيطان بتغذيتها حتى هضمتها الشعوب، وفي النهاية جاء بمن يجلس على الرقاب، ويقول بأن دماء الآلهة تجري في عروقه. وعلى هذا فهو نصف إنسان ونصف إله! وعلى الجميع السمع له والطاعة!

والفرعون خفرع لم يدع بنوته للإله رع بدون مقدمات، فمن قديم وأسطورة (أوزير) الذي أطلق عليه الإغريق فيما بعد (أوزوريس) تنخر في عقول المصريين، وكانت هذه الأسطورة هي الأساس الشرعي الذي استند عليه الفرعون خفرع في بنوته للإله، وخلاصة هذه الأسطورة أن أوزير كان إلها يحكم على الأرض، ولكن غريمه إله الشر (ست) قتله واستولى على ملكه، فقامت (أوزوريس) معشوقة أوزير بإعادة الإله المقتول إلى الحياة، وعندما عاد ضاجعها فحملت منه بالإله (حور) الذي أطلق عليه الإغريق اسم (حورس) وبدأ حور يقاتل ست من أجل استرداد حقوق أبيه. وفي نهاية المطاف استردها. وتنازل له الإله (أوزير) عن الحكم فوق الأرض، وذهب ليحكم تحت الأرض في عالم الأموات فهذه المقدمة شيدت في ذهن القوم إمكانية إنجاب الولد من الإله، ولقد بدأت ثقافة (أوزير) تنخر في العقول منذ بداية العصور التاريخية التي بدأت من القرن 32 قبل الميلاد حتى جاء الفرعون (خفرع) في عصر الدولة القديمة الذي بدأ بعصر الأسرة الثالثة وامتد حتى نهاية عصر الأسرة السادسة (2778-2423 ق. م تقريبا) وقام بدق وتد الشذوذ وادعى بنوته للإله (رع).

وهذا الادعاء الذي سهرت عليه ثقافة الدولة. كان حجر عثرة في وجه كل رسول يأتي من قبل الله تعالى، فكيف يستمع الناس لبشر رسول، وعلى رأسهم نصف إله يحكم ويملك يضرب ويقتل؟ وبعد أن سن خفرع سنته، تلقفها كل من حكم مصر من الغرباء، لمعرفتهم مدى تغلغل هذه الثقافة في أعماق الشعب. فالفراعنة ذوو الأصل الأثيوبي أو الليبي الذين حكموا مصر ادعوا أنهم أبناء آلهة(22). وحكام البطالمة ومن قبلهم الإسكندر ادعوا أنهم أبناء آلهة. حتى كليوباترا عندما أنجبت ولدها قيصر الذي سماه أهل الإسكندرية قيصرون، من عشيقها يوليوس قيصر، أعلنت على الملأ بأن الإله آمون جاءها في صورة يوليوس قيصر وضاجعها فأنجبت قيصر الصغير(23)، ومن هذا الباب ركب قيصر عرش الفراعنة، لأن القوم لا يعنيهم سوى أن تكون في عروقه يجري دماء الآلهة.

إن لافتة الحق الإلهي التي رفعها الجبابرة، ابن شرعي لفقه الرفض الذي بدأه الشيطان يوم رفض السجود لآدم (عليه السلام)، ثم رعاه بعد طرده إلى الأرض. ببث ثقافة التحقير والانتقاص لكل بشر اختاره الله لحمل رسالته إلى الناس، ففقه الرفض الذي بدأ يوما بمقولة ﴿خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾، تطور فيما بعد وقام بتصنيف الناس فمنهم الأشراف ومنهم الأراذل. والأشراف هم أصحاب الفضل. وشرط اعترافهم بالرسول أن يكون من الملائكة ويمتلك ما لا يمتلكون، ثم تطور فقه الرفض فاعترف ببشرية الرسول على أيام صالح (عليه السلام) بشرط أن يكونوا جميعا رسلا. فبما أنهم يماثلون الرسول في بشريته فلا مانع من أن يدعوا ما يدعيه، ثم تطور هذا الفقه في عهد الفراعنة. فرفع فرد مهدت له ثقافة، ليتحدث باسم آلهة الجوع والخوف والدجل والأهواء، ثم تطور فيما بعد ليصبح داخل كل فرد فرعون صغير! إنه عالم الأهواء، وما الله بغافل عما يعمل الظالمون.

2- الفرعون:

في عصر فرعون موسى كان بناء الشذوذ والانحراف قد اكتمل. ففرعون علا في الأرض يقول تعالى: ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ﴾(24).

يقول المفسرون: العلو في الأرض كناية عن التجبر والاستكبار. ومحصل المعنى: أن فرعون علا في الأرض، وتفوق فيها ببسط السلطة على الناس، وإنفاذ القدرة فيهم، وجعل أهلها شيعا وفرقا مختلفة لا تجتمع كلمتهم على شئ وبذلك ضعف عامة قوتهم على المقاومة دون قوته والامتناع من نفوذ إرادته. وهو يستضعف طائفة منهم وهم بنو إسرائيل، وهم أولاد يعقوب (عليه السلام) وقد قطنوا بمصر منذ أحضر يوسف (عليه السلام) أباه وإخوته فسكنوها وتناسلوا بها(25).

فالذي رفع لافتة الحق الإلهي، فرق الناس حتى لا يجتمعون على كلمة.

وفي عالم الاختلاف أسرف فرعون وتجاوز الحد في الظلم والتعذيب، ولقد وصفه القرآن بأنه: ﴿كَانَ عَالِيًا مِّنَ الْمُسْرِفِينَ﴾(26) وأنه طغى(27) وأنه أضل قومه وما هدى(28) وأنه ذو الأوتاد(29) الذي كان يتفنن في قتل ضحاياه، وفرعون هذا الذي استكبر في الأرض، كان هو المصدر الوحيد للتشريع، فلقد أعلن على قومه إعلانه الهام ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾(30) ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾(31) ووفقا لهذا الإعلان ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾(32) وقومه الذين اختلفوا فيما بينهم بعد أن فرقهم فرعون شيعا وفرقا مختلفة. لم يجتمعوا على شئ إلا على فرعون، لأنه ابن الإله الذي سينعمون معه في عالم الخلود تحت الأرض بعد أن تنتهي حياتهم، فهم حسب عقيدتهم ما كانوا يؤمنون بالبعث والحساب وما يترتب عليه من ثواب وعقاب بجنة أو نار. لهذا قال فيهم يوسف (عليه السلام): ﴿إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ﴾(33) فالقوم كانت لهم تصوراتهم الخاصة.

وعندما بعث الله تعالى موسى (عليه السلام) إليهم أثبت للقوم كفرهم بالساعة وما يترتب عليها فقال تعالى: ﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي / إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى / فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى﴾(34) فأخبر سبحانه أن الساعة آتية والجزاء واقع. وأمر سبحانه موسى (عليه السلام) أن لا يصرفه عن الإيمان بها وذكرها الذين اتبعوا أهواءهم. فصاروا يكفرون بها ويعرضون عن عبادة ربهم.

وهؤلاء هم الذين أرسل إليهم موسى (عليه السلام).

لقد كان القوم يؤمنون بأنهم بعد الموت سيعيشون في عالم الخلود في رحاب (أوزير) الذي يحكم تحت الأرض. وعيشتهم الراخية هذه تتوقف على مدى طاعتهم للفرعون ابن الإله. ففرعون هو باب المعيشة الهنيئة بعد الموت.

وأوزير ورع وآمون وطابورهما الطويل عندهم المستقر، لهذا كانت القبور علامة مميزة لما يرتع داخل نفوسهم. فالقبر حياة في عقيدتهم وثقافتهم .. فرعون على بابه كابن للإله، وبداخله يبدأ عالم الأموات فينال كل منهم نصيبه وفقا لما أداه من خدمة للابن القابع على رقبة الأحياء(35). لهذا كله كان لا معنى للعقيدة المصرية القديمة بدون فرعون على رأسها، فعدم وجود فرعون يعني ضياع العقيدة. لهذا حرص المصريون القدماء على وجود فرعون حتى في ظل الغزاة الأجانب عن مصر.

﴿قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾(36) فما كان من قومه إلا أن ينظروا بعيونه ويسمعوا بآذانه ويحبون ويكرهون بقلبه. وعنهم يقول تعالى: ﴿فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ / يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ﴾(37) ووصف قوم فرعون في كتاب الله بأوصاف عديدة. يقول تعالى: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ﴾(38) وقال: ﴿أَنَّ هَؤُلَاء قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ﴾(39) وقال: ﴿فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ﴾(40) وسماهم: (القوم الكافرين)(41) والقوم الظالمين(42).

ولأن فرعون تجري في عروقه دماء الآلهة! والقوم من حوله يصنعون ويشيدون له ما يريد طمعا في الخلد الدائم تحت الأرض. فما فقه التحقير والانتقاص تحت المظلة الفرعونية.

فعندما جاءهم موسى وهارون (عليهما السلام) بالرسالة. ما وجد فرعون أي حرج في قومه وهو يعلن لهم ﴿إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ﴾(43) ولم يجد حرجا وهو على أريكة ملكه بين صفوة دولته بأن يتهم موسى (عليه السلام) ويقول ﴿سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ﴾(44) بل الأكثر من ذلك أن يسخر هو وقومه من معجزات موسى التي أيده الله بها. يقول تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ﴾(45).

والخلاصة أن الفرعونية خرجت من تحت عباءة فقه التحقير والانتقاص من عباد الله. وما أراد الشيطان من هذه العقيدة وغيرها من العقائد الوثنية إلا الابتعاد بالسواد الأعظم من الناس عن منابع الهدى ليحقق بذلك هدفه الأكبر ألا وهو: غواية الناس أجمعين إلا من رحم الله. وعباده المخلصين. والفرعونية لها أشكالها. فلقد بدأت بصورة في بداية العصور التاريخية (32 ق. م-2780 ق. م) وأضافت إلى الصورة. صورة أخرى في عصر الدولة القديمة (2780-23 24 ق. م) وعبرت عصور الاضمحلال إلى الدولة الوسطى (216-1778 ق. م) بوجوه احتفظت جميعها بالأصل، حتى جاء عصر الدولة الحديثة (1575-945 ق. م) وظهر فرعون موسى الذي هضم التجربة كلها وامتص كل ما هو أسوء ولم يلتفت إلى رياح يوسف (عليه السلام) ومن بعده رياح أخناتون. ثم عبرت الفرعونية بعد عصر فرعون موسى إلى العصور الفرعونية المتأخرة (945-343 ق. م) بوجه جديد، استلمه الإسكندر وقذف به إلى عالم الفلاسفة ليصبح فرعون الحجر قديما بيده قلم وقرطاس في عهد الإغريق(46).

ولما كانت للفرعونية وجوه تعود إلى أصل واحد، وبما أن فرعون موسى هو التجسيد الحي للشذوذ الذي دونه آباؤه في عالم الانحراف، وهو المقدمة للذين جاؤوا من بعده وجلسوا على أريكة الظلم والإسراف والاستكبار، فإن الله تعالى جعله وقومه أئمة يدعون إلى النار يقول تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ / وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ﴾(47).

قال المفسرون: الدعوة إلى النار، هي الدعوة إلى ما يستوجب النار من الكفر والمعاصي، ومعنى جعلهم أئمة يدعون إلى النار: تصييرهم سابقين في الضلال يقتدي بهم اللاحقون. وقوله تعالى: ﴿وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ﴾ فهم لكونهم أئمة يقتدي بهم من خلفهم في الكفر والمعاصي، لا يزال يتبعهم ضلال الكفر والمعاصي من مقتديهم ومتبعيهم، وعليهم من الأوزار مثل ما للمتبعين، فيتبعهم لعن مستمر باستمرار الكفر والمعاصي بعدهم، فالآية في معنى قوله تعالى: ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ﴾(48) وقوله: ﴿وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ﴾(49) وتنكير اللعنة للدلالة على تفخيمها واستمرارها(50).

إن الإمام لم يكن رشيدا، ولكنهم اتبعوه لأن هواه يوافق أهواءهم: ﴿وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ / يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ / وَأُتْبِعُواْ فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ﴾(51).

قال المفسرون: ﴿فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ﴾ الظاهر أن المراد بالأمر. ما هو أعم من القول والفعل، كما قال سبحانه عن فرعون في قوله: ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾(52) فينطبق على السنة والطريقة التي كان يتخذها ويأمر بها وكأن الآية محاذاة لقول فرعون هذا، فكذبه الله تعالى بقوله: ﴿وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ﴾ والرشيد: فعيل من الرشد خلاف الغي، أي: وما أمر فرعون بذي رشد حتى يهدي إلى الحق، بل كان ذا غي وجهالة(53).

لقد كان فرعون إمام ضلال: ﴿يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ وكان فرعون وقومه: ﴿أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ﴾ فعلى القمة وعلى القاعدة أئمة يدعون إلى النار. إن الآمر جريمة والمنفذ جريمة. ولما كانت الفرعونية خطرا على الجنس البشري، ضرب الله تعالى رأسها ليكون في ضرب الرأس عبرة لمن خلفه سواء أكان في القمة أو في القاع. تماما كما ضرب سبحانه عادا وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة، فكل قوم من هؤلاء نسج خيامه من الشذوذ وأقامها في معسكر الانحراف ليصد عن سبيل الله، فجعلهم الله عبرة، لأنه تعالى الرحمن الرحيم بعباده الذين في بطن الغيب، فاستئصال الذين ظلموا .. يكون أمام أبناء المستقبل دليل ليحذروا من الوقوع فيما وقع فيه أبناء الماضي. واستئصال الذين ظلموا في الماضي وفي الحاضر وفي المستقبل هو لأتباع الصراط المستقيم. في كل زمان ومكان دعوة للتمسك بالهدى لأن النجاة والفوز في رحابه.

2- مولود على أرض الفراعنة:

إن الله تعالى رحيم مع كل جيل، وهو سبحانه يعلم ماذا يضمر الشيطان وأتباعه للصد عن سبيل الله. لهذا يقذف الله بالحق في كل مكان وزمان. ويقذف به في الماضي لتسري ذكراه مع كل حاضر. وعندما يأتي الزمان المقدر له، يواجه أتباع الشيطان. الذين قذفوا بأوراق الشذوذ وثقافة الانحراف على امتداد الأيام، من أجل إيجاد أجيال لهم في المستقبل تعتنق الشذوذ وتدافع عن الانحراف. ففي الوقت الذي كان أتباع الشيطان يمهدون بثقافة ابن الإله التي ركب عليها فرعون موسى .. كان يوسف (عليه السلام) يبشر بموسى الذي سيواجه قمة الإنتاج الفرعوني.

فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: "لما حضرت يوسف الوفاة جمع شيعته وأهل بيته، فحمد الله تعالى وأثنى عليه، ثم أخذ يحدثهم بشدة تنالهم، يقتل فيها الرجال وتشق فيها بطون الحبالى وتذبح الأطفال، حتى يظهر الله الحق في القائم من ولد لاوي بن يعقوب، وهو رجل أسمر طويل. ثم وصفه لهم بنعته .."(54).

وظل بنو إسرائيل يتعاهدون هذه الوصية، وعندما طال الأمد .. استطالوا على الناس وعملوا بالمعاصي، ووافق خيارهم شرارهم فسلط الله عليهم القبط يعذبونهم(55).

وفي زمان فرعون موسى تفنن في تعذيبهم وكان يستعبدهم وصنفهم في أعماله: فصنف يبنون، وصنف يحرثون ويزرعون ويغرسون، وصنف يتولون الأعمال القذرة(56) وليس معنى ذلك أن وصية يوسف بموسى قد ذهبت أدراج الرياح، فمن بين بني إسرائيل من كان يحفظها عن ظهر قلب، ويورثها لأبنائه جيلا بعد جيل.

وقد أثبتنا في كتابنا تاريخ الجوع والخوف في مصر، أن انطلاقة أخناتون كان فيها أثر من تعاليم يوسف ومن قبله إبراهيم (عليهما السلام). فأخناتون كان باحثا عن الحقيقة وكانت لا تربطه أي علاقة بأي وجه من وجوه الفرعونية المستكبرة المفسدة فبنو إسرائيل كانوا يحتفظون بالوصية، وكان من بين المصريين من عشقها حتى اختلطت بلحمه ودمه كأخناتون وامرأة فرعون ومؤمن آل فرعون، وعندما شاع أمر هذه الوصية في عهد فرعون موسى، تاجر بها كهان الدجل، فنصبوا أنفسهم في مقام العالمين بأخبار الغيب. وهم لا يرون أبعد من آنافهم، وعندما رأى فرعون في منامه أن نارا قد أقبلت من بيت المقدس حتى دخلت بيوت مصر فأحرقتها وأحرقت القبط ولم تمس بني إسرائيل، قال له الكهنة: إنه يولد في بني إسرائيل غلام يسلبك ملكك ويخرجك وقومك من أرضك ويبدل، وقد أظلك زمانه الذي يولد فيه. ووفقا لأطروحة الكهنة التي دثروها بخوفهم على فرعون، ووفقا لما كان يذكره بنو إسرائيل عن موسى الذي بشر به يوسف، أمر فرعون بقتل كل غلام يولد في بني إسرائيل! وفي حديث الثعلبي: كان فرعون يقتل الغلمان الذين كانوا في وقته من بني إسرائيل. ومن يولد منهم بعد ذلك. ويعذب الحبالى حتى يضعن ما في بطونهم .. وعندما اعترى الناس الخوف والرعب، دخل رؤساء القبط على فرعون وقالوا له: إن الموت وقع في بني إسرائيل وأنت تذبح صغارهم ويموت كبارهم. فيوشك أن يقع العمل علينا، فأمر فرعون أن يقتل أطفالهم سنة ويتركهم سنة. فولد هارون في السنة التي لا يقتل فيها. وولد موسى في السنة التي يقتلون فيها(57).

وعندما وضعت أم موسى ولدها موسى، ونظرت إليه اغتمت كثيرا، وتيقنت بأنه لا يبقى لها، بل يقتلونه. ثم جاء الفرج يقول تعالى: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ / فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ﴾(58).

قال المفسرون: ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ﴾ أي فيما كانوا يفعلونه في أبناء بني إسرائيل.

تحذرا من انهدام ملكهم وذهاب سلطانهم، فقتلوا الجم الغفير من الأبناء ولا شأن لهم في ذلك، وتركوا موسى حيث التقطوه وربوه في حجورهم، وكان هو الذي بيده انقراض دولتهم وزوال ملكهم.

لقد فتح فرعون الصندوق وعندما وجد فيه صبيا قال: هذا من بني إسرائيل! وهم بقتله وعزم على إعدامه ولكن لما نظر إليه، ألقى الله تعالى في قلبه محبته محبة شديدة، وكذلك أحبته آسية زوج فرعون ومع ذلك فقلب فرعون أحس بالشر وأراد قتله. فقالت له زوجته: لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا. وهم لا يشعرون أنه موسى، وعندما التقطه آل فرعون، حرم الله عليه المراضع، فجعله لا يقبل ثدي مرضع. فكلما أتوا له بمرضع لترضعه لم يقبل ثديها، حتى جاءت أخته ورأت الحال -وكانت أمه قد قالت لأخته حين ألقت به في النيل أن تتبع أثره- قالت لآل فرعون: هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لنفعكم وهم له ناصحون؟ فاستمعوا لها بالقبول، فدلتهم على أمه فسلموه إليها. كي تقر عينها.

ثم إن موسى شب حتى أصبح رجلا في بيت فرعون. وكان بارعا باسلا قوي البأس، وافر القوة ذا عقل ورشد وكياسة حسن التصرف، كبير النفس، عالي الهمة، بعيد النظر، بطلا شجاعا مهيبا، غريبا في آرائه واختياره، عجيبا في مسلكه ومدخله ومخرجه، وجميلا في سياسته ومعاملة الناس، ففيه نبوغ ظاهر وعلم باهر وخلق حسن ومرؤة ولطف ودهاء، إلى ما لا يوصف ولا مثيل له، وقد جاء في الطبري: أنه من حينما شب موسى وقوي، كف المصريون عن بني إسرائيل، ومن الأمور البديهية أن يعرف فيه بنو إسرائيل الظهير والنصير لهم، وأن يلجأ إليه المضطهد والمظلوم منهم، ومع ذلك كله لم يخف عليه. من أنه دخيل في بيت فرعون. وأنه لو كشف أمره لظهر أنه من ذاك الشعب الذي يضطهده فرعون(59).

المصدر:

الانحرافات الكبرى: القرى الظالمة في القرآن الكريم.


1- سورة يونس / 83

2- سورة المؤمنون / 47.

3- يقول تعالى في سورة المؤمنون: ﴿إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ﴾.

4- قال تعالى: ﴿فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ﴾ سورة الذاريات / 39.

5- يقول تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ﴾ سورة الزخرف / 47.

6- سورة النازعات / 24.

7- سورة القصص / 38.

8- سورة غافر / 25.

9- سورة الزخرف / 51.

10- سورة الأحزاب / 7.

11- سورة الشورى / 13.

12- سورة مريم / 51-52.

13- سورة الأحزاب / 69.

14- سورة النساء / 164.

15- سورة الصافات / 114-122.

16- سورة طه / 47.

17- سورة مريم / 53.

18- سورة مريم / 58.

19- سورة الأنعام / 84-88.

20- سورة الأنبياء / 18.

21- تاريخ الجوع والخوف / للمؤلف -تحت الطبع-.

22- المصدر السابق.

23- تاريخ مصر في عهد البطالمة / وإبراهيم نصحي ج2 / ص26.

24- سورة القصص / 4.

25- الميزان ج16 / ص8.

26- سورة الدخان / 31.

27- سورة طه / 24.

28- سورة طه / 79.

29- سورة الفجر / 10.

30- سورة النازعات / 24.

31- سورة القصص / 38.

32- سورة غافر / 29.

33- سورة يوسف / 37.

34- سورة طه / 14-16.

35- تاريخ الجوع والخوف: للمؤلف. تحتب الطبع.

36- سورة غافر / 29.

37- سورة هود / 97-98.

38- سورة النمل / 12، سورة الزخرف / 54، سورة القصص / 32.

39- سورة الدخان / 22.

40- سورة يونس / 75.

41- سورة يونس / 86.

42- سورة يونس / 85، سورة التحريم / 11.

43- سورة الشعراء / 27.

44- سورة الذاريات / 39.

45- سورة الزخرف / 47.

46- تاريخ الجوع والخوف: للمؤلف تحت الطبع.

47- سورة القصص / 41-42.

48- سورة العنكبوت / 13.

49- سورة يس / 12.

50- الميزان ج16 / ص39.

51- سورة هود / 97-99.

52- سورة غافر / 29.

53- الميزان ج10 / ص380.

54- كتاب الأنباء ص264.

55- كتاب الأنباء ص265.

56- كتاب الأنباء ص266.

57- كتاب الأنباء ص267.

58- سورة القصص / 7-8.

59- كتاب الأنباء ص262.