وأد البنات
جاء رجل إلى رسول الله (ص) فأعلن أسلامه، وجاءه يوما فسأله: أني أذنبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة؟ فقال رسول الله (ص): "أن الله تواب رحيم"، فقال: يا رسول الله أن ذنبي عظيم، قال: "ويلك مهما كان ذنبك عظيما فعفو الله أعظم منه"، قال: لقد سافرت في الجاهلية سفرا بعيدا وكانت زوجتي حبلى وعندما عدت بعد أربع سنوات استقبلتني زوجتي فرأيت بنتا في الدار، فقلت لها أبنت من هذه؟قالت ابنة جارنا. فظننت أنها سترحل عن دارنا بعد ساعة، فلم تفعل، ثم قلت لزوجتي: أصدقيني من هذه البنت؟ قالت ألا تذكر أني كنت حاملة عصر (ذو نواس) حتى قيل عشرة أقوال في ذلك وروي عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال: "أنهم كانوا مجوس، أهل كتاب، وكانوا متمسكين بكتابهم، فتناول ملكهم الخمر فوقع على أخته، وبعد إن أفاق ندم، فأعلن حليت زواج أخت، فلم يقبل الناس، فهددهم فلم يقبلوا، فخد لهم الأخدود، وأوقد فيه النيران، وعرض أهل مملكته على ذلك، فمن أبى قذفه في النار، ومن أجاب خلى سبيله". هذا في أصحاب فارس .. أما أصحاب أخدود الشام فهم قوم مؤمنون وأحرقهم (آنطياخوس).
وقيل أيضا: أن هذه الواقعة تعود لأصحاب نبي الله دانيال من بني إسرائيل، وقد أشير إلى ذلك في كتاب دانيال من التوراة.
ولا يبعد انطباق قصة (أصحاب الأخدود) على كل ماذكر، وأن كان المشهور منها قصة (ذو نواس) في أرض اليمن.
الآيتان، 95-58 من سورة النحل تشيران إلى هذه القصة.
عندما سافرت، أنها أبنتك. فنمت تلك الليلة مغتنما، أنام واستيقظ، حتى اقترب وقت الصباح نهضت من فراشي وذهب إلى فراش ابنتي فأخرجتها وأيقظتها وطلبت منها أن تصحبني إلى حائط النخل، فتبعتني حتى اقتربنا من الحائط فأخذت بحفر حفيرة وهي تعينني على ذلك، وعندما أنتهيت من ذلك وضعتها في الحفرة .. وهنا فاضت عينا رسول الله بالدمع .. ثم وضعت يدي اليسرى على كتفها وأخذت أهيل التراب عليها بيدي اليمنى، فأخذت تصرخ وتدافع بيديها ورجليها وتقول: أبي ماتصنع بي!؟ ثم أصاب لحيتي بعض التراب فرفعت يديها تمسحه عنها، وأدمنت ذلك حتى دفنتها.
فقال رسول الله وهو يمسح دموع: "لولا أن سبقت رحمة الله غضبه لعجل الله لك العذاب".
وأدت بناتي الأثنتي عشرة
وكذلك ماروي في (قيس بن عاصم) أحد اشرف ورؤساء قبيلة بني تميم في الجاهلية، وقد أسلم عند ظهور النبي (ص)، وجاء يوما إلى النبي وقال له: ان آباءنا كانو يدفنون بناتهم أحياءا، وقد دفنت أنا (12) بنتا، وعندما ولدت لي زوجتي البنت الثالثة عشر أخفت أمرها وداعت انها ماتت عن الولادة، ثم اودعتها آخرين، وعندما علمت بذلك بعد مدة، أختها إلى مكان بعيد ودفنتها حية دون أن اعتني ببكائها وتضرعها. فتأذى النبي (ص) من ذلك فقال ودموعه جارية: "من لا يرحم لا يرحم" ثم التفت إلى قيس وقال: "أن لك يوما سيئا"، فقال قيس: ماذا افعل لتكفير ذنبي؟ فقال النبي (ص): "حرر من العبيد بعدد ما وأدت".
وروى أيضا أن (صعصعة بن ناجية) جد الفرزدق الشاعر المعروف، وكان رجلا شريفا حرا فقيل: انه كان في الجاهليه يحارب الكثير من العادات القبيحة حتى انه اشترى (360) بنتا من آبائهن كي ينقذهن من القتل، وقد أعطى يوما دابته مع بعيرين لأب كان يريد قتل ابنته. وقال له الرسول (ص) ذات مرة (في ما معناه): "ما أحسن ماصنعت وأجرك عند الله".