كيف يدلّ القرآن الكريم على كروية الأرض؟

السؤال:

ألدينا شواهد من القرآن والسنة على كروية الأرض؟

 

الجواب:

إن كروية الأرض تمثل إحدى أسرار الخلقة التي أشار لها القرآن الكريم، فتستفاد هذه الحقيقة من الآيات التالية:

 

1- ﴿وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا﴾(1).

2- ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ﴾(2).

3- ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ﴾(3).

 

إن هذه الآيات -وكما مرّ في جواب السؤال السابق- تكشف عن تعدّد مشارق الشمس ومغاربها، وهو ملازم لكروية الأرض؛ إذ لو كانت الأرض مسطحة للزم عدم وجود أكثر من مشرقٍ ومغربٍ واحدٍ لها، أما في حالة كرويتها فبالنظر لتعدّد أنحائها يكون لكلّ نقطةٍ منها مشرق ومغرب مستقل، وشروق الشمس على ناحيةٍ ما يلازم غروبها عن الناحية المقابلة لها. وعليه فتعدّد المشارق والمغارب دليل واضح على كروية الأرض.

 

كروية الأرض في الروايات:

يمكن استفادة كروية الأرض من الروايات الواردة عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام):

 

منها ما روي عن الإمام الصادق (عليه الصلاة والسلام)، قال: "صحبني رجل كان يمسي بالمغرب ويغلس بالفجر الغلس: الظلمة آخر الليل؛ أي كان يصلي الفجر في ظلمة آخر الليل، وكنت أنا أصلي المغرب إذا غربت الشمس، وأصلي الفجر إذا استبان لي الفجر، فقال لي الرجل: ما يمنعك أن تصنع مثل ما أصنع؟ فان الشمس تطلع على قوم قبلنا، وتغرب عنّا وهي طالعة على آخرين بعد؟ قال: فقلت: إنما علينا أن نصلي إذا وجبت الشمس عنّا، وإذا طلع الفجر عندنا، ليس علينا إلا ذلك، وعلى أولئك أن يصلوا إذا غربت عنهم"(4).

 

وروي عنه أيضاً قال: "إنّما عليك مشرقك ومغربك، وليس على الناس أن يبحثوا"(5)، وما ذاك إلا لكروية الأرض لا غير.

 


1- سورة الأعراف / 137.

2- سورة الصافات / 5.

3- سورة المعارج / 40.

4- وسائل الشيعة ج4 / ص180.

5- وسائل الشيعة ج4 / ص198.