﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾

قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز:

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ / أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾(1)

 

ورد في كتب التفاسير ومجاميع روايات أهل البيت (ع) مجموعة من الروايات الدالة على فضائل أهل البيت (عليهم السلام) في تفسير معنى الآيات السابقة نوجزها في ما يلي:

 

علي خير السابقين:

جاء في كتاب الأمالي للشيخ الصدوق (رحمه الله)(2):

عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله عز وجل قسم الخلق قسمين: فجعلني في خيرهما قسمة، وذلك قوله عز وجل في ذكر أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، وأنا من أصحاب اليمين، وأنا خير أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثا، فجعلني في خيرها ثلثا، وذلك قوله عز وجل: ﴿فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ / وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ / وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾(3)، وأنا من السابقين، وأنا خير السابقين، ثم جعل الا ثلاث قبائل، فجعلني في خيرها قبيلة، وذلك قوله عز وجل: ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾(4)، فأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله جل ثناؤه ولا فخر، ثم جعل القبائل بيوتا، فجعلني في خيرها بيتا، وذلك قوله عز وجل: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا(5).

 

وورد في كتاب عيون أخبار الرضا (ع) للشيخ الصدوق (رحمه الله)(6):

عن علي (عليه السلام)، قال: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ / أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾(7) في نزلت وقال (عليه السلام): في قوله عز وجل: ﴿أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ / الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾(8) في نزلت.

 

علي أول السابقين:

وورد أيضا كتاب الأمالي للشيخ الطوسي(9):

​​​​​​قال: فهل فيكم أحد ذكره الله (عز وجل) بما ذكرني إذ قال: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ / أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ / جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾(10) غيري؟ فهل سبقني منكم أحد إلى الله ورسوله؟ قالوا: لا.

 

وجاء في كتاب مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب: (نور الله ضريحه)(11):

منها ما رواه السدي عن أبي مالك عن ابن عباس في قوله: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ / أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ / جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾(12) فقال: سابق هذه الأمة علي بن أبي طالب.

 

مالك بن أنس عن أبي صالح عن ابن عباس: انها نزلت في أمير المؤمنين (ع) سبق والله كل أهل الإيمان إلى الإيمان ثم قال: والسابقون كذلك يسبق العباد يوم القيامة إلى الجنة.

 

علي وشيعته هم السابقون:

وجاء في كتاب الأمالي للشيخ الطوسي: (أعلى الله مقامه)(13):

أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن الحسين المقرئ، قال: حدثنا عمر بن محمد الوراق، قال: حدثنا علي بن عباس البجلي، قال: حدثنا حميد بن زياد، قال: حدثنا محمد بن تسنيم الوراق، قال: حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، قال: حدثنا مقاتل بن سليمان، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس، قال: سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن قول الله (عز وجل): ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ / أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ / جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾(14).

 

فقال: قال لي جبرئيل: ذاك علي وشيعته، هم السابقون إلى الجنة، المقربون من الله بكرامته لهم.

 

ورد في كتاب الكافي للشيخ الكليني (قدس سره)(15):

عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن القمي، عن إدريس بن عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن تفسير هذه الآية ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ / قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ﴾(16) قال: عنى بها لم نك من أتباع الأئمة الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ / أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾(17) أما ترى الناس يسمون الذي يلي السابق في الحلب(18)" مصلي، فذلك الذي عنى حيث قال: "لم نك من المصلين": لم نك من أتباع السابقين.

 


1- سورة الواقعة / 10-11.

2- ص 729-730.

3- سورة الواقعة / 8-11.

4- سورة الحجرات / 13.

5- بحار الأنوار 16: 315 / 4، والآية من سورة الأحزاب 33.

6- ج1 / ص70-71.

7- سورة الواقعة / 10-11.

8- سورة المؤمنون / 10-11.

9- ص549.

10- سورة الواقعة / 10-12.

11- ج1 / ص289.

12- سورة الواقعة / 10-12.

13- ص72.

14- سورة الواقعة / 10-12.

15- ج1 / ص419.

16- سورة المدثر 43 و44.

17- سورة الواقعة / 10-11.

18- الحلبة بالتسكين. خيل تجمع للسباق. في.