﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا﴾
قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴾(1)
ورد في كتب التفاسير ومجاميع روايات أهل البيت (ع) مجموعة من الروايات الدالة على فضائل أهل البيت (عليهم السلام) في تفسير معنى الآية السابقة من "سورة فصلت" نوجزها في ما يلي:
الاستقامة في ولاية أمير المؤمنين:
وجاء موسوعة بحار الأنوار للعلامة المجلسي (أعلى الله مقامه)(2):
تفسير علي بن إبراهيم: في قوله تعالى:
- ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾(3) أي على ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام).
- ﴿تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ﴾(4) قال: عند الموت.
- ﴿أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ / نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾(5) قال: كنا نحرسكم من الشياطين.
- ﴿وَفِي الْآخِرَةِ﴾ أي عند الموت.
- ﴿وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ﴾ يعني في الجنة .. ﴿نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ﴾؟
وورد في تفسير فرات الكوفي -فرات بن إبراهيم الكوفي-(6):
قال: حدثني جعفر بن محمد الأحمسي قال: حدثنا مخول عن أبي مريم قال: سمعت أبان بن تغلب يسأل جعفر (عليه السلام) عن قول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾(7) قال: استقاموا على ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام).
وفي تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي (قدس سره)(8):
في تفسير أهل البيت (عليهم السلام) عن أبي بصير قال قلت لأبي جعفر (عليه السلام) قول الله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾(9) قال: هو والله ما أنتم عليه، ولو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا. وعن بريد العجلي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: معناه لأفدناهم علما كثيرا يتعلمونه من الأئمة.
الاستقامة في اتباع خط الإمامة جملة وتفصيلا:
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل(10):
وفي مكان آخر نرى أن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) أجاب في تفسير معنى الاستقامة بقوله: "هي والله ما أنتم عليه"(11).
وهذا لا يعني أن الاستقامة تختص بالولاية فقط، بل إن قبول قيادة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) سيضمن بقاء خط التوحيد، والطريق الإسلامي الأصيل، واستمرار العمل الصالح، وهذا هو تفسيره (عليه السلام) لمعنى الاستقامة.
وخلاصة القول أن قيمة الإنسان هي بالإيمان والعمل الصالح، وهذه القيمة يتحدث عنها الله تبارك وتعالى بقوله: ﴿قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾.
تتنزل الملائكة على الأئمة (ع):
وورد في كتاب مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي(12):
أحمد وعبد الله ابنا محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن أبي أيوب إبراهيم بن عثمان الخزار عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) في قول الله عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴾(13) قال هم الأئمة (عليهم السلام) ويجري فيمن استقام من شيعتنا وسلم لأمرنا وكتم حديثنا عن عدونا تستقبله الملائكة بالبشرى من الله بالجنة وقد والله مضى أقوام كانوا مثل ما أنتم عليه من الذين استقاموا وسلموا لأمرنا وكتموا حديثنا ولم يذيعوه عند عدونا ولم يشكوا فيه كما شككتم فاستقبلتهم الملائكة بالبشرى من الله بالجنة.
وورد في كتاب بصائر الدرجات للشيخ محمد بن الحسن الصفار(14):
حدثنا عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن الحسن بن علي قال حدثنا عبد الله بن سهل الأشعري عن أبيه عن أبي اليسع قال دخل حمران بن أعين على أبى جعفر (عليه السلام) وقال له جعلت فداك يبلغنا ان الملائكة تنزل عليكم فقال إن الملائكة والله لتنزل علينا تطأ فرشنا اما تقرأ كتاب الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴾(15).
1- سورة فصلت / 30.
2- ج6 / ص166.
3- سورة فصلت / 30.
4- سورة فصلت / 30.
5- سورة فصلت / 30.
6- ص382.
7- سورة فصلت / 30.
8- ج10 / ص151.
9- سورة فصلت / 30.
10- آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ج15 / ص400-401.
11- مجمع البيان في نهاية الحديث عن الآية.
12- ص96
13- سورة فصلت / 30.
14- ص111
15- سورة فصلت / 30.