﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ﴾

قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز:

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ﴾(1)

 

ورد في كتب التفاسير ومجاميع روايات أهل البيت (ع) مجموعة من الروايات الدالة على فضائل أهل البيت (عليهم السلام) في تفسير معنى الآية السابقة من سورة الدخان نوجزها في ما يلي:

 

بكت السماء دما على الحسين (ع):

ورد في كتاب مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب (رحمه الله)(2):

 

1- الباقر (ع) في قوله تعالى: ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ﴾(3) يعني علي بن أبي طالب (ع) وذلك أن عليا خرج قبل الفجر متوكئا على عنزة والحسين خلفه يتلوه حتى أتى حلقة رسول الله فرمى بالعنزة ثم قال: إن الله تعالى ذكرا أقواما فقال: فما بكت عليهم السماء والأرض والله ليقتلنه ولتبكي السماء عليه.

 

2- أبو نعيم في دلائل النبوة، والنسوي في المعرفة، قالت نضرة الأزدية: لما قتل الحسين أمطرت السماء دما وحبابنا وجرارنا صارت مملوة دما.

3- وقال قرطة بن عبيد الله مطرت السماء يوما نصف النهار على شملة بيضاء فنظرت فإذا هو دم وإذا هو اليوم الذي قتل فيه الحسين.

 

4- وقال الصادق (ع): بكت السماء على الحسين أربعين يوما بالدم.

5- زرارة بن أعين عن الصادق (ع) قال: بكت السماء على يحيى بن زكريا وعلى الحسين بن علي أربعين صباحا ولم تبك إلا عليهما، قلت: فما بكاؤها؟ قال: كانت الشمس تطلع حمراء وتغيب حمراء.

 

6- أسامة بن شبيب باسناده عن أم سليم قالت: لما قتل الحسين مطرت السماء مطرا كالدم احمرت منه البيوت والحيطان. وروى قريبا من ذلك في الإبانة.

7- تفسير القشيري، والفتال قال السدي: لما قتل الحسين بكت عليه السماء وعلامتها حمرة أطرافها.

 

8- محمد بن سيرين قال: أخبرنا ان حمرة أطراف السماء لم تكن قبل قتل الحسين.

9- تاريخ النسوي روى حماد بن زيد عن هشام عن محمد قال: تعلم هذه الحمرة في الأفق مم هي؟ ثم قال: من يوم قتل الحسين.

 

10- الأسود بن قيس لما قتل الحسين ارتفعت حمرة من قبل المشرق وحمرة من قبل المغرب فكادتا تلتقيان في كبد السماء سنة اشهر.

11- تاريخ النسوي قال أبو قبيل: لما قتل الحسين بن علي كسفت الشمس كسفة بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننا أنها هي.

 

12- وفي حديث ميثم التمار: وتمطر السماء دما ورمادا.

13- قال الحميري:

بكت الأرض فقده وبكته ** باحمرار له نواحي السماء

بكتا فقده أربعين صباحا ** كل يوم عند الضحى والمساء

 

14- وقال المعري:

وعلى الدهر من دماء الشهيدين ** علي ونجله شاهدان

وهما في أواخر الليل فجران ** وفي أولياته شفقان

 

وجاء في بحار الأنوار للعلامة المجلسي(4):

تفسير علي بن إبراهيم: أبي، عن حنان بن سدير، عن عبد الله بن الفضل الهمداني(5)، عن أبيه، عن جده، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: مر عليه رجل عدو لله ولرسوله فقال: "فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين" ثم مر عليه الحسين بن علي (عليهما السلام) فقال: لكن هذا لتبكين عليه السماء والأرض، وقال: وما بكت السماء والأرض إلا على يحيى بن زكريا والحسين بن علي (عليهما السلام)(6).

 

قرب الإسناد: عنهما(7)، عن حنان، عن الصادق (عليه السلام) قال: زوروا الحسين (عليه السلام) ولا تجفوه فإنه سيد شباب الشهداء، وسيد شباب أهل الجنة، وشبيه يحيى بن زكريا (عليه السلام)، وعليهما بكت السماء والأرض(8).

 

ورد في كتاب شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي(9):

وروى السيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى: ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ﴾(10)، قال: وأخرج ابن أبي الدنيا: إلا على اثنين (إلى أن قال) وتدري ما بكاء السماء؟ قال: تحمر وتصير وردة كالدهان، إن يحيى بن زكريا لما قتل احمرت السماء وقطرت دما وإن حسين بن علي (عليه السلام) يوم قتل احمرت السماء.

 


1- سورة الدخان / 29.

2- ج3 / ص212-213.

3- سورة الدخان / 29.

4- ج14 / ص167-168.

5- عبد الله بن الفضيل الهمداني.

6- تفسير القمي ص616.

7- اي محمد بن عبد الحميد وعبد الصمد بن محمد.

8- قرب الإسناد ص48، وللحديث صدر يأتي في كتاب المزار إن شاء الله وأخرجه البحراني في تفسيره عن كتاب محمد بن العباس بن الماهيار باسناده عن جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبيه ومحمد ابن علي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن بكر، عن موسى بن الفضل، عن حنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وعنه قال: حدثني محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار عن عبد الصمد بن أحمد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وعنه بهذا الإسناد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن الحسين، عن ابن سدير، عن أبي عبد الله مثله. قلت: عبد الصمد بن أحمد مصحف محمد.

9- ج3 / ص546.

10- سورة الدخان / 29.