الدرس الرابع

.: نزول القرآن :.

نزل القرآن على النبيّ محمَّد (ص) في ليلة القدر مِن شهر رمضان المبارك قبل الهجرة بـ 13 سنة، عندما بلغ سنَّ الأربعين، وهو سنّ النضوج المعروف عند العرب قديمًا. وبنزول أوَّل خمس آيات من سورة العلق الَّتي أقرأها الأمين جبرئيل (ع) على النبيّ الأكرم (ص): ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾(1) كان أوَّل نزول القرآن على النبيّ (ص).

وبه بدأت الدّعوة السّرية حينئذٍ لمدة ثلاث سنوات، ثم جهر بالدّعوة عندما نزلت الآية: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ﴾ في سورة (الحِجْر)، واعتُبِرَتْ ليلة القدر وهي الثَّالث والعشرون مِن شهر رمضان هي أوَّل نزولٍ للقرآن. وذلك واضــح في الآية الكريمة: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾(2).

وكما تعلم عزيزي القارئ الكريم أنَّ هناك كتبًا سماويَّة مُنزلة سبقت القرآن الكريم، كزبور داوود (ع)، وتوراة موسى(ع)، وإنجيل عيسى(ع)، ولقد جاء النبيُّ الخاتم (ص) بالكتاب السَّماوي الخالد الَّذي لم ولن تمسَّه يدُ التحريف وهو القرآن الكريم الَّذي استمرّ نزوله لمدة ثلاثة وعشرين سنة، ثلاث منها كانت كدعوة سرّية - كما ذكرنا -.

سورة الفاتحة:

هي أوَّل سورة موجودة في المصحف الشريف، وهي أوّل سورة كاملة نزلت على النبيّ محمّد (ص)، والخامسة نزولاً(3). وهي السُّورة الَّتي لا تصحُّ الصَّلاة إلاَّ بها لقوله (ص): ﴿لاَ صَلاةَ إلاَّ بـِِفَاتِحَةِ الْكِتَابٍ﴾، وأيّ خلل في القراءة -التي هي إحدى واجبات الصلاة- مبطل لها إلاّ في حالات مذكورة في كتب الفقه.

 

1- العلق/1-4

2- القدر/1

3- التَّرتيب حسب النزول: العلق ? القلم - المزمّل ? المدثّر ثمّ الفاتحة.