فضائل سورة تبارك .. وفيه فضل بعض آياتها وفضل سور أخرى أيضا

 

1- ثواب الأعمال: بالاسناد، عن ابن البطائني، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من قرء ﴿تَبَٰرَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ﴾ في المكتوبة، قبل أن ينام لم يزل في أمان الله حتى يصبح وفي أمانه يوم القيامة حتى يدخل الجنة(1).

 

2- دعوات الراوندي: قال ابن عباس: إن رجلا ضرب خباءه على قبر ولم يعلم أنه قبر فقرأ ﴿تَبَٰرَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ﴾ فسمع صائحا يقول: هي المنجية فذكر ذلك لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: هي المنجية من عذاب القبر.

 

3- الدر المنثور: عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من اشتكى ضرسه فليضع أصبعه عليه، وليقرأ هاتين الآيتين، سبع مرات ﴿وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنشَأَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ فَمُسۡتَقَرّٞ -إلى- يَفۡقَهُونَ﴾(2) و﴿هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ -إلى- تَشْكُرُونَ﴾(3) فإنه يبرأ بإذن الله(4).

 

4- الدر المنثور: للسيوطي، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن سورة من كتاب الله ما هي إلا ثلاثون آية، شفعت لرجل حتى غفر له ﴿تَبَٰرَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ﴾.

 

وعن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): سورة في القرآن خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة ﴿تَبَٰرَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ﴾.

 

وعن ابن عباس قال: ضرب بعض أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) فناة(5) على قبر وهو لا يحسب أنه قبر، فإذا قبر إنسان فقرء سورة الملك حتى ختمها فأتى النبي (صلى الله عليه وآله) فأخبره فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): هي المانعة المنجية، تنجيه عذاب القبر.

 

وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ﴿تَبَٰرَكَ﴾ هي المانعة من عذاب القبر. وعن أبي هريرة أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: أنزلت علي سورة تبارك وهي ثلاثون آية جملة واحدة، وقال: هي المانعة في القبور.

 

وعن ابن عباس قال لرجل: ألا أتحفك بحديث تفرح به؟ قال: بلى قال: اقرأ ﴿تَبَٰرَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ﴾ وعلمها أهلك وجميع ولدك، وصبيان بيتك وجيرانك، فإنها المنجية والمجادلة يوم القيامة عند ربها لقارئها، وتطلب له أن ينجيه من عذاب النار، وينجو بها صاحبها من عذاب القبر، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لوددت أنها في قلب كل إنسان من أمتي.

 

وعن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن رجلا كان ممن كان قبلكم مات وليس معه شئ من كتاب الله إلا تبارك، فلما وضع في حفرته أتاه الملك، فنادت السورة في وجهه، فقال لها: إنك من كتاب الله وأنا أكره مساءتك، وإني لا أملك لك ولاله ولا لنفسي نفعا ولا ضرا، فان أردت هداية فانطلقي إلى الرب فاشفعي له، فتنطلق إلى الرب فتقول: يا رب إن فلانا عمد إلى من بين كتابك فتعلمني وتلاني أفتحرقه أنت بالنار ومعذبه وأنا في جوفه؟ فان كنت فاعلا ذلك به فامحني من كتابك، فيقول: أراك غضبت، فيقول: وحق لي أن غضب، فيقول: اذهبي فقد وهبته لك، وشفعتك فيه، فتجئ سورة الملك فيخرج كاسف البال لم يحل منه بشئ فتجئ فتضع فاها على فيه، فتقول: مرحبا بهذا الفم، فربما تلاني ومرحبا بهذا الصدر، فربما وعاني، ومرحبا بهاتين القدمين فربما قامتا بي وتؤنسه في قبره مخافة الوحشة عليه، فلما حدث رسول الله (صلى الله عليه وآله) بهذا الحديث لم يبق صغير ولا كبير ولا حر ولا عبد إلا تعلمها، وسماها رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنجية(6).

 

وعن ابن مسعود قال: يؤتى الرجل في قبره من قبل رجليه، فتقول رجلاه: ليس لكم على ما قبلي سبيل، قد كان يقوم علينا بسورة الملك، ثم يؤتى من قبل صدره فيقول: ليس لكم على ما قبلي سبيل، قد كان وعاني سوره الملك، ثم يؤتى من قبل رأسه فيقول: ليس لكم على ما قبلي سبيل قد كان يقرأ بي سورة الملك فهي المانعة تمنع من عذاب القبر وهي في التوراة سورة الملك من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب.

 

وعن ابن مسعود قال: إن الميت إذا مات أو قدت حوله نيران فتأكل كل نار ما يليها إن لم يكن له عمل يحول بينه وبينها، وإن رجلا مات ولم يكن يقرأ من القرآن إلا سورة ثلاثين آية، فأتته من قبل رأسه فقالت: إنه كان يقرأني فأتته من قبل رجليه فقالت: إنه كان يقوم بي، فأتته من قبل جوفه فقالت: إنه كان وعاني، فأنجته، قال: فنظرت أنا ومسروق في المصحف فلم نجد سورة ثلاثين آية إلا تبارك.

 

وعن أنس مرفوعا: يبعث رجل يوم القيامة لم يترك شيئا من المعاصي إلا ركبها إلا أنه كان يوحد الله، ولم يكن يقرأ من القرآن إلا سورة واحدة، فيؤمر به إلى النار، فطار من جوفه شئ كالشهاب فقالت: اللهم إني مما أنزلت على نبيك، وكان عبدك هذا يقرأني، فما زالت تشفع حتى أدخلته الجنة، وهي المنجية: تبارك الذي بيده الملك.

 

وعن ابن مسعود قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله) يقرء في صلاة الجمعة بسورة الجمعة و﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾، وفي صلاة الصبح يوم الجمعة ﴿الٓمٓ / تَنزِيلُ﴾، و﴿تَبَٰرَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ﴾.

 

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إني لا أجد في كتاب الله سورة وهي ثلاثون آية من قرأها عند نومه كتب له بها ثلاثون حسنة، ومحي له بها ثلاثون سيئة، ورفع له ثلاثون درجة، وبعث الله إليه ملكا من الملائكة يبسط عليه جناحه ويحفظه من كل سوء حتى يستيقظ، وهي المجادلة يجادل عن صاحبها في القبر وهي تبارك الذي بيده الملك.

 

وعن أنس رفعه: لقد رأيت عجبا رأيت رجلا مات كان كثير الذنوب، مسرفا على نفسه، فكلما توجه إليه العذاب في قبره من قبل رجليه أو من قبل رأسه أقبلت السورة التي فيها الطير تجادل عنه العذاب: إنه كان يحافظ علي وقد وعدني ربي أنه من واظب علي أن لا يعذبه، فانصرف عنه العذاب بها، وكان المهاجرون والأنصار يتعلمونها، ويقولون: المغبون من لم يتعلمها، وهي سورة الملك.

 

عن عائشة أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يقرأ ﴿الٓمٓ / تَنزِيلُ﴾ السجدة، و﴿تَبَٰرَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ﴾ كل ليلة، لا يدعها في سفر ولا حضر.

 

وعن علي (عليه السلام): كلمات من قالهن عند وفاته دخل الجنة: لا إله إلا الله الحليم الكريم -ثلاث مرات- الحمد لله رب العالمين -ثلاث مرات- تبارك الذي بيده الملك يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير(7).

 


1- ثواب الأعمال ص107.

2- ثواب الأعمال ص108.

3- الانعام: 98.

4- الملك / 23.

5- الدر المنثور ج 6 ص 248.

6- الفناة العريش الواسع الظل.

7- الدر المنثور ج 6 ص 246.