سبب نزول الآيات (106-107-108-109-110-111) من سورة النحل

﴿ مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {النحل/106} ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ {النحل/107} أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ {النحل/108} لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرونَ {النحل/109} ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ {النحل/110} يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ {النحل/111}﴾

سبب النزول

ذكر بعض المفسّرون في شأن نزول الآية الأُولى من هذه الآيات أنّها: نزلت في جماعة أُكرهوا - وهو: عمار وأبوه ياسر وأُمّة سمية وصهيب وبلال وخبّاب - عُذِّبُوا وقُتِل أبو عمار وأَمّه وأعطاهم عمار بلسانه ما أرادوا منه، ثمّ أخبر سبحانه بذلك رسوله(صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال قوم: كفر عمّار.

فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) كلا: "إِنّ عماراً مليء إِيماناً من قرنه إِلى قدمه واختلط الإيمان بلحمه دمه"... وجاء عمّار إِلى رسول اللّه وهو يبكي، فقال النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم): "ما وراءك"؟ فقال: شرّ يا رسول اللّه، ما تُركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير، فجعل رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) يمسح عينيه ويقول: "إِنْ عادوا لك فعد لهم بما قلت"، فنزلت الآية.