سبب نزول الآيات (1-2-3-4-5-6-7) من سورة الروم

﴿الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِى أَدْنَى الاَْرْضِ وَهُمْ مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِى بِضْعِ سِنِينَ للهِ الاَْمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَن يَشَآءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللهِ لاَ يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلَـكِنَّ أَكْثِرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَـهِراً مِّنَ الْحَيَـوةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الاَْخِرَةِ هُمْ غَـفِلُونَ (7) ﴾

سبب النزول

يتفق المفسّرون الكبار على أن الآيات الأُولى من هذه السورة نزلت في أعقاب الحرب التي دارت بين الروم والفُرس، وانتصر الفرس على الروم، وكان النّبي حينئذ في مكّة، والمؤمنون يمثلون الأقلية.

فاعتبر المشركون هذا الإنتصار للفرس فألا حسناً، وعدّوه دليلا على حقانية المشركين و"الشرك"، وقالوا: إن الفرس مجوسٌ مشركون، وأمّا الروم فهم مسيحيون "نصارى" ومن أهل الكتاب.. فكما أن الفرس غلبوا "الروم" فإنالغلبة النهائية للشرك أيضاً، وستنطوي صفحة الإسلام بسرعة ويكون النصر حليفنا.

وبالرغم من أن مثل هذا الإستنتاج عار من أي أساس، إلاّ أنّه لم يكن خالياً من التأثير في ذلك الجوّ والمحيط للتبليغ بين الناس الجهلة، لذلك كان هذا الأمر عسيراً على المسلمين.

فنزلت الآيات الآنفة وقالتْ بشكل قاطع: لئن غلب الفرس الروم ليأتينّ النصر والغلبة للروم خلال فترة قصيرة.

وقد حدّدت الفترة لانتصار الروم على الفرس في (بضع سنين).

وهذا الكلام السابق لأوانه، هو من جهة دليل على إعجاز القرآن، هذا الكتاب السماوي الذي يستند علمه إلى الخالق غير المحدود، ومن جهة أُخرى كان فألا حسناً للمسلمين في مقابل فأل المشركين، حتى أن بعض المسلمين عقدوا مع المشركين رهاناً على هذه المسألة المهمّة، ولم يكن في ذلك الحين قد نزل الحكم بتحريم مثل هذا الشرط(1).


1- مجمع البيان، بداية سورة الروم.