سبب نزول الآيات (1-11) من سورة العاديات

﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا {العاديات/1} فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا {العاديات/2} فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا {العاديات/3} فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا {العاديات/4} فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا {العاديات/5} إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ {العاديات/6} وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ {العاديات/7} وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ {العاديات/8} أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ {العاديات/9} وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ {العاديات/10} إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ {العاديات/11}﴾

سبب النّزول:

روي أن هذه السّورة نزلت بعد واقعة ذات السلاسل وكانت الحادثة على النحو التالي:

في السنة الثامنة للهجرة بلغ الرسول (ص) نبأ تجمّع اثني عشر ألف راكب في أرض "يابس" تعاهدوا على أن لا يقرّ لهم قرار حتى يقتلوا الرسول (ص) وعليّاً (ع) ويبيدوا الجماعة المسلمة.

وبعث النبيّ (ص) جمعاً من أصحابه إليهم فكلّموهم، ولكن دون جدوى.

فأرسل النّبي (ص) عليّاً (ع) مع جمع غفير من المهاجرين والأنصار لمحاربتهم.

فحثوا الخطى إلى منطقة العدو وطووا الطريق في الليل، فحاصروا العدوّ، وعرضوا عليهم الإِسلام أوّلا، وحين أبوا شنوا هجومهم والجوّ لمّا يزل في ظلام، ودحروهم، فقتلوا جماعة وأسروا النساء والأطفال وغنموا أموالا كثيرة.

ونزلت سورة "والعاديات"، وجيوش الإِسلام لم تصل إلى المدينة بعد، وفي ذات اليوم صلى رسول اللّه (ص) بالنّاس الغداة وقرأ "والعاديات"، فلما فرغ من صلاته قال أصحابه هذه سورة لم نعرفها، فقال رسول اللّه (ص) : "نعم إن عليّاً ظفر بأعداء الله وبشرني بذلك جبرائيل (ع) في هذه الليلة.

فقدم علي بعد أيّام بالغنائم والأسارى. (1)

وقيل: إن هذه الواقعة من المصاديق البارزة للآية وليست سبباً لنزولها.


1- بحار الأنوار، ج21، ص66 وما بعدها. و"مجمع البيان" ج10، ص528. وبعض كتب التاريخ الأخرى.