لباس المصلى
صفات وآداب لباس المصلي وما يلزم من الثياب والستر في الصلاة:
قال تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾(1).
وقوله تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾(2).
إلى قوله سبحانه: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾(3).
وقوله تعالى: ﴿وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾(4).
إلى قوله سبحانه: ﴿وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾(5).
وقال تعالى: ﴿وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ / وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ﴾(6).
وقال سبحانه: ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا﴾(7).
1- سورة الأعراف / 26.
والمراد باللباس الذي يوارى سوآت الناس هو الإزار، لكن لبس هذا الإزار بمعنى عدم كشف السوآت ليس مختصا بحال الصلاة، لان كشفهما من الفاحشة المحرمة، ولذلك وجه الخطاب إلى كل البشر بقوله (يا بني آدم)
أما ﴿يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ﴾ أي يستر عوراتكم وكل ما يسوء كشفه منكم ﴿وَرِيشًا﴾ وهو لباس الزينة، استعير من ريش الطير لأنه لباسه وزينته، وفسر ابن عباس الريش بالمال والأول يومى إلى وجوب ستر العورة في جميع الأوقات، لا سيما في وقت العبادات، فان ﴿يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ﴾ يومي إلى قبح الكشف، وأن الستر مراد الله تعالى، وظاهر الثاني استحباب التجمل باللباس.
2- سورة الأعراف / 31.
وأما قوله تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ فالمراد الإزار والرداء، وإنما عبر عنهما بالزينة لكونهما موجبا لتزيين البدن وحشمته، ولما قال: ﴿عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ والمسجد موضع الصلاة، كان المراد أخذ الزينة بلبس الإزار والرداء عند الصلاة، ولذلك كره الصلاة من دون رداء بحيث يعرى أعالي البدن (بحار الأنوار -العلامة المجلسي- ج80 / ص164).
وفي مجمع البيان عن الباقر (عليه السلام) أي خذوا ثيابكم التي تتزينون بها للصلاة في الجمعات والأعياد.
وروى العياشي عن الرضا (عليه السلام) قال: هي الثياب. وعن الصادق (عليه السلام) هي الأردية يعني في العيدين والجمعة. وقال علي بن إبراهيم: في العيدين والجمعة يغتسل ويلبس ثياباً بيضاً.
وروي أيضا المشط عند كل صلاة. وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) يعني في العيدين والجمعة.
وفي العياشي والجوامع كان الحسن بن علي (عليهما السلام) إذا قام إلى الصلاة لبس أجود ثيابه، فقيل له في ذلك، فقال: إن الله جميل يحب الجمال فأتجمل لربي وقرأ هذه الآية.
وفي الفقيه عن الرضا (عليه السلام) من ذلك التمشط عند كل صلاة، والعياشي عن الصادق (عليه السلام) مثله.
3- سورة الأعراف / 32.
4- سورة النحل / 5.
5- سورة النحل / 14.
6- سورة النحل / 80-81.
7- سورة فاطر / 12.