معنى قوله تعالى: ﴿وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ﴾
المسألة:
ما المقصودُ من قولِه تعالى: ﴿وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ﴾(1)؟
الجواب:
الظاهرُ من الآية المباركة بمقتضى سياقِها أنَّها تصفُ حال المحتضِر الموشِك على الموت، فالمُحتضر نظرًا لشدَّة النزع ووهنِ القوى يلوي إحدى ساقَيه على الساقِ الأخرى فكأنَّه يلفُّ إحداهما بالأخرى.
وقد ذُكرت للآيةِ معان أخرى:
منها: التفافُ شدائد وأهوال الموت بشدائد وأهوال يوم القيامة، فلانَّ لفظ الساق، يأتي بمعنى الحدَث المهول الشديدِ لذلك يكون معنى التفاف الساقِ بالساق هو اتَّصال هوْلِ الموت بهوْلِ يوم القيامة.
ولعلَّ ذلك هو المراد من مما رُوي عن أبي جعفرٍ (ع) قال: "﴿وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ﴾ التفت الدنيا بالآخرة ثم ﴿إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ﴾ قال: المصير إلى ربِّ العالمين"(2).
والحمد لله رب العالمين
من كتاب: شؤون قرآنية
الشيخ محمد صنقور
1- سورة القيامة / 29.
2- الكافي -الشيخ الكليني- ج3 / ص259.