معنى: ﴿لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى﴾
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد
المسألة:
بعض الناس يقولون لا تصحُّ الصلاة مع النعاس الشديد و بالأخص صلاة الصبح والآية القرآنيَّة تقول: ﴿لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى﴾ تعني النهي عن الصلاة النعاس فالسكر هو النعاس في الآية، ومنهم مَن يروي عن الإمام عليٍّ (ع) معنى قوله مضمونا "لأنك لو صليت في حالة النعاس قد تدعو في الصلاة على نفسك و أنت لا تدري"، ما صحَّة هذا الكلام؟
الجواب:
نعم لا يحسنُ بالمؤمن أن يُصلِّي وهو نعسان، وقد وردت رواياتٌ عديدة تُفسِّر السكر في قوله تعالى: ﴿لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ﴾ بالنعاس.
منها: ما رواه الكليني بسنده عن زيد الشحام قال: قلتُ لأبي عبدالله (ع) عن قول الله عز وجل: ﴿لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى﴾ فقال (ع): سكر النوم(1).
ومنها: ما رواه في المستدرك عن الحلبي عن أبي الحسن (ع) قال: سألتُه عن قول الله تعالى: ﴿لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى﴾ قال: يعني سكر النوم، يقول: "وبكم نعاس يمنعكم أنْ تعلموا ما تقولون في ركوعكم وسجودكم وتكبيركم، وليس كما يصف كثيرٌ من الناس يزعمون أنَّ المؤمنين يسكرون من الشراب، والمؤمن لا يشرب مسكرًا ولا يسكر"(2).
ومنها: ما رواه العياشي في تفسيره عن زرارة عن أبي جعفر (ع) قال: "لا تقم إلى الصلاة متكاسلاً ولامتناعسًا ولامتثاقلاً فإنَّها من خِلل النفاق، فإنَّ الله نهى المؤمنين أنْ يقوموا إلى الصلاة وهم سكارى يعني من النوم"(3).
وأمَّا ما رُوي عن أمير المؤمنين (ع) فقد رواه الشيخ الصدوق في الخصال بسنده عن أبي بصير عن أبي عبدالله قال: قال أمير المؤمنين (ع): "إذا غلبتك عينُك وأنت في الصلاة فاقطع الصلاةَ ونَمْ فإنَّك لاتدري تدعو لك أو على نفسك، لعلَّك تدعو على نفسك"(4).
وقريب منه ما رواه الصدوق بسنده عن العيص بن القاسم عن أبي عبدالله (ع) قال: "إذا غلَب الرجلَ النومُ وهو في الصلاة فليضعْ رأسه فلينمْ فإنِّي أتخوَّفُ عليه إنْ أراد أنْ يقولَ: اللهمَّ أدخلني الجنة أنْ يقول: اللهمَّ أدخلني النار"(5).
والحمد لله رب العالمين
من كتاب: شؤون قرآنية
الشيخ محمد صنقور
1- الكافي -الشيخ الكليني- ج3 / ص371، وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج7 / ص234 / باب1 من أبواب قواطع الصلاة / ح2.
2- مستدرك الوسائل -الميرزا النوري- ج5 / ص430 / باب28 من أبواب قواطع الصلاة / ح3.
3- تفسير العياشي-محمد بن مسعود العياشي- ج1 / ص227.
4- الخصال -الشيخ الصدوق- ص629، وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج1 / ص247 / باب1 من أبواب نواقض الوضوء / ح6.
5- من لا يحضره الفقيه -الشيخ الصدوق- ج1 / ص479، وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج7 / ص291 / باب35 من أبواب قواطع الصلاة / ح2.