ألـف

 

الألف من حروف التهجي، والإلف: اجتماع مع التئام، يقال: ألفت بينهم، ومنه: الألفة ويقال للمألوف: إلف وأليف. قال تعالى: ﴿إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ﴾ آل عمران/103، وقال: ﴿لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ﴾ الأنفال/63.

 

والمؤلف: ما جمع من أجزاء مختلفة، ورتب ترتيبا قدم فيه ما حقه أن يقدم، وأخر فيه ما حقه أن يؤخر. و﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ﴾ قريش/1 مصدر من آلف (قال ابن الأنباري: من قرأ (لإلافهم) و (إلفهم) فهو من: ألف يألف، ومن قرأ: (لإيلافهم) فهو من: آلف يؤلف، انظر: اللسان (ألف).

 

المؤلفة قلوبهم (والمؤلفة قلوبهم قوم من سادات العرب أمر الله تعالى نبيه في أول الإسلام بتألفهم، أي: بمقاربتهم وإعطائهم ليرغبوا من وراءهم في الإسلام، فلا تحملهم الحمية مع ضعف نياتهم على أن يكونوا على أن يكونوا إلبا مع الكفار على المسلمين) : هم الذين يتحرى فيهم بتفقدهم أن يصيروا من جملة من وصفهم الله، ﴿لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ﴾ الأنفال/63، وأوالف الطير: ما ألفت الدار.

 

والألف: العدد المخصوص، وسمي بذلك لكون الأعداد فيه مؤتلفة، فإن الأعداد أربعة: آحاد وعشرات ومئات وألوف، فإذا بلغت الألف فقد ائتلفت، وما بعده يكون مكررا. قال بعضهم:الألف من ذلك؛ لأنه مبدأ النظام، وقيل: آلفت الدراهم، أي: بلغت بها الألف، نحو ماءيت، وآلفت (أألفت: بلغت ألفا، وذلك أن صيغة أفعل تاتي للبلوغ عدديا كان أو زمانيا أو مكانيا.

 

وفي ذلك يقول شيخنا العلامة أحمد بن محمد حامد الحسني الشنقيطي حفظه الله:

أفعل للبلوغ في الزمان *** كذاك في القدر وفي المكان

مثاله: أمأت دراهم عمر *** أصبح أنجد لكي يلقى الزمر

وقال ابن منظور: وألف العدد وآلفه: جعله ألفا، وآلفوا: صاروا ألفا) هي نحو أمأت.