أسـف

الأسف: الحزن والغضب معا، وقد يقال لكل واحد منهما على الانفراد وحقيقته: ثوران دم القلب شهوة الانتقام، فمتى كان ذلك على من دونه انتشر فصار غضبا، ومتى كان على من فوقه انقبض فصار حزنا، ولذلك سئل ابن عباس عن الحزن والغضب فقالك مخرجهما واحد واللفظ مختلف فمن نازع من يقوى عليه أظهره غيظا وغضبا، ومن نازع من لا يقوى عليه أظهره حزنا وجزعا، انتهى. وبهذا النظر قال الشاعر:

فحزن كل أخي حزن أخو الغضب جزاك بالإحسان مغفرة

(العجز في البصائر 2/185؛ والذريعة إلى مكارم الشريعة ص 167؛ والدر المصون 5/466؛ دون نسبة فيهم. وهو لأبي الطيب المتنبي في ديوانه 1/94؛ والوساطة ص 381) وقوله تعالى: ﴿فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ﴾ الزخرف/55 أي: أغضبونا.

قال أبو عبد الله ابن الرضا (علي الرضا بن موسى الكاظم، أحد الأئمة الاثني عشرية، توفي سنة 254 ه، وابنه محمد. راجع أخباره في وفيات الأعيان 3/269. وسير النبلاء 9/393) : إن الله لا يأسف كأسفنا، ولكن له أولياء يأسفون ويرضون، فجعل رضاهم رضاه وغضبهم غضبه، قال: وعلى ذلك قال: (من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة (الحديث بهذا اللفظ مروي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم. أخرجه ابن عدي في الكامل 5/1939 وفيه عبد الواد بن ميمون، قال عنه البخاري: منكر الحديث، وضعفه الدارقطني. وانظر: كنز العمال 1/59. وأخرج البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب) وانظر: فتح الباري 11/340 باب التواضع) وقال تعالى: ﴿مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ﴾ النساء/80.

وقوله تعالى: ﴿غَضْبَانَ أَسِفًا﴾ الأعراف/150، والأسيف: الغضبان، ويستعار للمستخدم المسخر، ولمن لا يكاد يسمى، فيقال: هو أسيف.