إثـم

لإثم والأثام: اسم للأفعال المبطئة عن الثواب (يقال: أثمت الناقة المشي تأثمه إثما: أبطأت. انظر: اللسان (أثم)، وجمعه آثام، ولتضمنه لمعنى البطء قال الشاعر:

جمالية تغتلي بالرداف *** إذا كذب الآثمات الهجيرا

(البيت للأعشى في ديوانه ص 87؛ واللسان (أثم). وعجزه في المجمل 1/87)

وقوله تعالى: ﴿فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ﴾ البقرة/219 أي: في تناولهما إبطاء عن الخيرات. وقد أثم إثما وأثاما فهو آثم وأثيم. وتأثم: خرج من إثمه، كقولهم: تحوب وتحرج: خرج من حوبه وحرجه، أي: ضيقه.

وتسمية الكذب إثما لكون الكذب من جملة الإثم، وذلك كتسمية الإنسان حيوانا لكونه من جملته. وقوله تعالى: ﴿أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ﴾ البقرة/206 أي: حملته عزته على فعل ما يؤثمه، ﴿وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا﴾ الفرقان/68 أي: عذابا، فسماه أثاما لما كان منه، وذلك كتسمية النبات والشحم ندى لما كانا منه في قول الشاعر لعمرو بن أحمر:

تعلى الندى في متنه وتحدرا *** كثور العداب الفرد يضربه الندى

وهو في ديوانه ص 84، واللسان (ندى).

وقيل: معنى: (يلق أثاما) أي: يحمله ذلك على ارتكاب آثام، وذلك لاستدعاء الأمور الصغيرة إلى الكبيرة، وعلى الوجهين حمل قوله تعالى: ﴿فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ مريم/59. والآثم: المتحمل الإثم، قال تعالى: ﴿آثِمٌ قَلْبُهُ﴾ البقرة/283.

وقوبل الإثم بالبر، فقال صلى الله عليه وسلم: (البر ما اطمأنت إليه النفس، والإثم ما حاك في صدرك) (الحديث عن وابصة بن معبد رضى الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (جئت تسأل عن البر؟ قلت: نعم قال: البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك) أخرجه أحمد في المسند 4/228، وفيه أيوب بن عبد الله بن مكرز. قال ابن عدي: لا يتابع على حديثه. ووثقه ابن حبان. وأخرجه الدارمي 2/322. وانظر: مجمع الزوائد 1/182. ذكره النووي في الأربعين وقال: حديث حسن رويناه في مسند أحمد والدارمي بإسناد حسن، راجع الأربعين النووية ص 53) وهذا القول منه حكم البر والإثم لا تفسيرهما.

وقوله تعالى: ﴿مُعْتَدٍ أَثِيمٍ﴾ القلم/12 أي: آثم، وقوله: ﴿يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ المائدة/62. قيل: أشار بالإثم إلى نحو قوله: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ المائدة/44، وبالعدوان إلى قوله: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ المائدة/45، فالإثم أعم من العدوان.