بهم

البهمة: الحجر الصلب، وقيل للشجاع بهمة تشبيها به، وقيل لكل ما يصعب على الحاسة إدراكه إن كان محسوسا، وعلى الفهم إن كان معقولا: مبهم.

ويقال: أبهمت كذا فاستبهم، وأبهمت الباب: أغلقته إغلاقا لا يهتدى لفتحه، والبهيمة: ما لا نطق له، وذلك لما في صوته من الإبهام، لكن خص في التعارف بما عدا السباع والطير.

فقال تعالى: ﴿أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ﴾ المائدة/1، وليل بهيم، فعيل بمعنى مفعل (في المخطوطة: بمعنى مفعول)؛ قد أبهم أمره للظلمة، أو في معنى مفعل لأنه يبهم ما يعن فيه فلا يدرك، وفرس بهيم: إذا كان على لون واحد لا يكاد تميزه العين غاية التمييز، ومنه ما روي أنه: (يحشر الناس يوم القيامة بهما) (الحديث: (يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة بهما)، قال: قلنا: وما بهما؟ قال: (ليس معهم شيء...) الخ.

أخرجه أحمد بإسناد حسن في مسنده 3/495؛ والحاكم 2/437 وصححه ووافقه الذهبي، وقال ابن حجر: وله طريق أخرى عند الطبراني وإسناده صالح، وانظر: شرح السنة 1/280؛ ومجمع الزوائد 10/354) أي: عراة، وقيل: معرون مما يتوسمون به في الدنيا ويتزينون به، والله أعلم.

والبهم: صغار الغنم، والبهمى: نبات يستبهم منبته لشوكه، وقد أبهمت الأرض: كثر بهمها (وذلك أن (أفعل) تأتي للتكثير، كأضب المكان:كثرت ضبابه، وأظبى: كثرت ظباؤه، وأعال: كثرت عياله. وقد جمع الحسن بن زين الشنقيطي رحمه الله شيخ والد شيخنا معاني (أفعل) في تكميله لامية الأفعال لابن مالك فقال:

بأفعل استغن أو طاوع مجرده *** وللإزالة والوجدان قد حصلا

وقد يوافق مفتوحا ومنكسرا *** ثلاثيا كوعى والمرء قد نملا

أعن وكثر وصير عرضن به *** وللبــلوغ كأمأى جعفر إبلا

وعدين بــه وأطلقن وقس *** ونقلــنا غيره من هذه نقلا

 نحو: أعشبت وأبقلت، أي: كثر عشبها.