جعل

 

جعل: لفظ عام في الأفعال كلها، وهو أعم من فعل وصنع وسائر أخواتها، ويتصرف على خمسة أوجه:

 

الأول: يجري مجرى صار وطفق فلا يتعدى، نجو جعل زيد يقول كذا (وهذا الباب نقل السيوطي جله في الإتقان 2/210)، قال الشاعر:

 

فقد جعلت قلوص بني سهيل *** من الأكوار مرتعها قريب

 

(البيت لرجل من بحتر بن عتود، وهو في الخزانة 9/352؛ ومغني اللبيب ص 310؛ وشفاء العليل بشرح التسهيل 1/345؛ والأشموني 1/259)

 

والثاني: يجري مجرى أوجد، فيتعدى إلى مفعول واحد نحو قوله عز وجل: ﴿وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ﴾ الأنعام/1، ﴿وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ﴾ النحل/78.

 

والثالث: في إيجاد شيء من شيء وتكوينه منه، نحو: ﴿وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا﴾ النحل/72، ﴿وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا﴾ النحل/81، ﴿وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا﴾ الزخرف/10.

 

والرابع: في تصيير الشيء على حالة دون حالة، نحو: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً﴾ البقرة/22، وقوله: ﴿جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً﴾ النحل/81، ﴿وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا﴾ نوح/16، وقوله تعالى: ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا﴾ الزخرف/3.

 

والخامس: الحكم بالشيء على الشيء، حقا كان أو باطلا، فأما الحق فنحو قوله تعالى: ﴿إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ القصص/7، وأما الباطل فنحو قوله عز وجل: ﴿وَجَعَلُواْ لِلّهِ مِمِّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا﴾ الأنعام/136، ﴿وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ الْبَنَاتِ﴾ النحل/57، ﴿الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ﴾ الحجر/91.

 

والجعالة: خرقة ينزل بها القدر، والجعل والجعالة والجعيلة: ما يجعل للإنسان بفعله فهو أعم من الأجرة والثواب، وكلب مجعل، كناية عن طلب السفاد، والجعل: دويبة.