خبث
الخبث والخبيث: ما يكره رداءة وخساسة، محسوسا كان أو معقولا، وأصله الرديء الدخلة (الدخلة: البطانة الداخلة) الجاري مجرى خبث الحديد، كما قال الشاعر: سبكناه ونحسبه لجينا *** فأبدى الكير عن خبث الحديد (البيت في البصائر 2/522؛ والمستطرف 1/38 دون نسبة؛ والتمثيل والمحاضرة ص 288)
وذلك يتناول الباطل في الاعتقاد، والكذب في المقال، والقبيح في الفعال، قال عز وجل: ﴿وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ﴾ الأعراف/157، أي: ما لا يوافق النفس من المحظورات، وقوله تعالى: ﴿وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ﴾ الأنبياء/74، فكناية عن إتيان الرجال. وقال تعالى: ﴿مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾ آل عمران/179، أي: الأعمال الخبيثة من الأعمال الصالحة، والنفوس الخبيثة من النفوس الزكية، وقال تعالى: ﴿وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ﴾ النساء/2، أي: الحرام بالحلال، وقال تعالى: ﴿الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ﴾ النور/26، أي: الأفعال الردية والاختيارات المبهرجة لأمثالها، وكذا: ﴿الْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ﴾، وقال تعالى: ﴿قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ﴾ المائدة/100، أي: الكافر والمؤمن، والأعمال الفاسدة والأعمال الصالحة، وقوله تعالى: ﴿وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ﴾ إبراهيم/26، فإشارة إلى كل كلمة قبيحة من كفر وكذب ونميمة وغير ذلك، وقال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن أطيب من عمله، والكافر أخبث من عمله) (لم أجده في الحديث، لكن جاء نحوه عن علي بن أبي طالب قال: فاعل الخير خير منه، وفاعل الشر شر منه. نهج البلاغة ص 665) ويقال: خبيث مخبث، أي: فاعل الخبث.