ذب

 

الذباب يقع على المعروف من الحشرات الطائرة، وعلى النحل، والزنابير ونحوهما. قال الشاعر:

 

فهذا أوان العرض حيا ذبابه *** زنابيره والأزرق المتلمس

 

(البيت للمتلمس الضبعي، شاعر جاهلي كان ينادم عمرو بن هند ملك الحيرة. وهو في الشعر والشعراء ص 100، والأغاني 21/122، والمعاني الكبير 2/602، والعرض: وادي اليمامة، والأزرق: ذباب ضخم)

 

وقوله تعالى: ﴿وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا﴾ الحج/73، فهو المعروف، وذباب العين: إنسانها، سمي به لتصوره بهيئته، أو لطيران شعاعه طيران الذباب. وذباب السيف تشبيها به في إيذائه، وفلان ذباب: إذا كثر التأذي به. وذببت عن فلان: طردت عنه الذباب، والمذبة: ما يطرد به، ثم استعير الذب لمجرد الدفع، فقيل: ذببت عن فلان، وذب البعير: إذا دخل ذباب في أنفه. وجعل بناؤه بناء الأدواء نحو: زكم. وبعير مذبوب، وذب جسمه: هزل فصار كذباب، أو كذباب السيف، والذبذبة: حكاية صوت الحركة للشيء المعلق، ثم استعير لكل اضطراب وحركة، قال تعالى: ﴿مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ﴾ النساء/143، أي: مضطربين مائلين تارة إلى المؤمنين، وتارة إلى الكافرين، قال الشاعر: ترى كل ملك دونها يتذبذب *** (هذا عجز بيت، وشطره: ألم تر أن الله أعطاك سورة، وهو للنابغة الذبياني في ديوانه ص 18)

 

وذببنا إبلنا: سقناها سوقا شديدا بتذبذب، قال الشاعر: يذبب ورد على إثره (هذا شطر بيت، عجزه:

وأمكنه وقع مردى خشب، وهو لعنترة في ديوانه ص 32 والمجمل 2/356؛ ونظام الغريب ص 222)