شرى

 

- الشراء والبيع يتلازمان، فالمشتري دافع الثمن، وآخذ المثمن، والبائع دافع المثمن، وآخذ الثمن. هذا إذا كانت المبايعة والمشاراة بناض وسلعة، فأما إذا كانت بيع سلعة بسلعة صح أن يتصور كل واحد منهما مشتريا وبائعا، ومن هذا الوجه صار لفظ البيع والشراء يستعمل كل واحد منهما في موضع الآخر. وشريت بمعنى بعت أكثر، وابتعت بمعنى اشتريت أكثر، قال الله تعالى: ﴿وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ﴾ يوسف/20، أي: باعوه، وكذلك قوله: ﴿يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ﴾ النساء/74، وتجوز بالشراء والاشتراء في كل ما يحصل به شيء، نحو: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ﴾ آل عمران/ 77، ﴿لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ﴾ آل عمران/199، ﴿اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾ البقرة/86، ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى﴾ البقرة/16، وقوله: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ التوبة/111، فقد ذكر ما اشترى به، وهو قوله: ﴿يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ﴾ التوبة/111.

 

ويسمى الخوارج بالشراة متأولين فيه قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾ البقرة/207، فمعنى (يشري) : يبيع، فصار ذلك كقوله: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى...﴾ الآية التوبة/111.