ضد

 

- قال قوم: الضدان الشيئان اللذان تحت جنس واحد (انظر: التعريفات، ص 37)، وينافي كل واحد منهما الآخر في أوصافه الخاصة، وبينهما أبعد البعد كالسواد والبياض، والشر والخير، وما لم يكونا تحت جنس واحد لا يقال لهما ضدان، كالحلاوة والحركة. قالوا: والضد هو أحد المتقابلات، فإن المتقابلين هما الشيئان المختلفان، اللذان كل واحد قبالة الآخر، ولا يجتمعان في شيء واحد في وقت واحد، وذلك أربعة أشياء: الضدان كالبياض والسواد، والمتناقضان: كالضعف والنصف، والوجود والعدم، كالبصر والعمى، والموجبة والسالبة في الأخبار، نحوك كل إنسان ههنا، وليس كل إنسان ههنا (قال الأخضري في السلم: تناقض خلف القضيتين في * كيف، وصدق واحد أمر قفي ثم قال:

فإن تكن موجبة كلية * نقيضها سالبة جزئية

 

والتناقض: ثبوت الشيء وسلبه، ففي الكلية: كل إنسان حيوان، بعض الإنسان ليس بحيوان. انظر: إيضاح المبهم من معاني السلم ص 11). وكثير من المتكلمين وأهل اللغة يجعلون كل ذلك من المتضادات، ويقولون: ما لا يصح اجتماعهما في محل واحد. وقيل: الله تعالى لا ند له ولا ضد؛ لأن الند هو الاشتراك في الجوهر؛ والضد هو أن يعتقب الشيئان المتنافيان على جنس واحد، والله تعالى منزه عن أن يكون جوهرا، فإذا لا ضد له ولا ند، وقوله: ﴿وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا﴾مريم/82، أي: منافين لهم.