طوى

- طويت الشيء طيا، وذلك كطي الدرج وعلى ذلك قوله: ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ﴾ الأنبياء/104، ومنه: طويت الفلاة، ويعبر بالطي عن مضي العمر. يقال: طوى الله عمره، قال الشاعر:

 طوتك خطوب دهرك بعد نشر * (الشطر لدعبل الخزاعي، وعجزه:

كذاك خطوبه نشرا وطيا

وهو في الكامل 1/238، وسيأتي مزيد الكلام عليه في مادة (نشر) )

وقوله تعالى: ﴿وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ الزمر/67، يصح أن يكون من الأول، وأن يكون من الثاني، والمعنى: مهلكات. وقوله: ﴿إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى﴾ طه/12، قيل: هو اسم الوادي الذي حصل فيه (وهذا قول ابن عباس كما أخرجه عنه ابن المنذر وابن أبي حاتم. الدر المنثور 5/559)، وقيل: إن ذلك جعل إشارة إلى حالة حصلت له على طريق الاجتباء، فكأنه طوى عليه مسافة لو احتاج أن ينالها في الاجتهاد لبعد عليه، وقوله: ﴿إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى﴾ طه/12، قيل: هو اسم أرض، فمنهم من يصرفه، ومنهم من لا يصرفه، وقيل: هو مصدر طويت، فيصرف ويفتح أوله ويكسر (قرأ ﴿طوى﴾ بضم الطاء والتنوين ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف، وقرأ الباقون بالضم بلا تنوين. انظر: الإتحاف ص 302)، نحو: ثنى وثنى، ومعناه: ناديته مرتين (أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال: واد بفلسطين قدس مرتين. وعن قتادة قال: واد قدس مرتين، واسمه طوى. الدر المنثور 5/559 - 560)، والله أعلم.