قيس بن عاصم

هو أبو عليّ، وقيل: أبو طلحة، وقيل: أبو قبيصة قيس بن عاصم بن سنان بن خالد ابن منقر بن عبيد بن الحارث مقاعس بن عمرو بن كعب التميميّ، السعديّ، المنقريّ، المعروف بسيّد أهل الوبر، وأُمه أُمّ أسفر، وقيل: أُمّ أصغر بنت خليفة.

صحابيّ، ومن أُمراء العرب وسادات قومه في الجاهليّة والإسلام، عرف بالحلم والعقل والجود، وكان في الجاهليّة يعرف بالغدر، فكانت العرب تقول: أغدر من قيس ابن عاصم.

كان شاعرًا فارسًا شجاعًا كثير الغارات، وأحد الذين وأدو ابناتهم في الجاهليّة، وحرّم الخمر على نفسة، ومن شعره في ذلك قوله:

رأيت  الخمر  صالحة   وفيها ** خصال تفسد الرجل الحليما

فلا -والله- أشربها صحيحًا ** ولا أشفـي بها أبدًا سقيمـا

وفد على رسول الله (ص) في وفد بني تميم سنة 9هـ وأسلم، ولمّا رأه النبيّ (ص) قال: "هذا سيّد أهل الوبر".

ولاّه النبيّ (ص) والزبرقان بن بدر على صدقات سعد بن زيد مناة، وقيل: ولاّه على صدقات مقاعس والبطون.

في أواخر حياته سكن البصرة حتّى توفيّ بها حدود سنة 20هـ، وكان له ثلاثة وثلاثون ولدًا.

القرآن العظيم وقيس بن عاصم

جاء جماعة من جفاة بني تميم والمترجم له من جملتهم إلى النبيّ (ص)، فدخلوا المسجد فنادوا النبيّ (ص) من وراء حجرته: يامحمّد اخرج إلينا فإنّ مدحنا زين وإنّ ذمّنا شين فلمّا سمعهم النبيّ (ص) خرج عليهم وهو يقول: "إنّما ذلكم الله الذي مدحه زين وذمّه شين" فقالوا: نحن ناس من بني تميم جئنا بشاعرنا وخطيبنا نشاعرك ونفاخرك، فقال النبيّ (ص): "ما بالشعر بعث ولا بالفخار أُمرت" إلى آخر الحديث، فنزلت فيه وفي جماعته الآية 4 من سورة الحجرات: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾.