عثمان بن طلحة

هو عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب القرشي، العبدري، الحجبي، وأمه أم سعيد من بني عمرو بن عوف، وقيل: أمه السلافة الصغرى.

صحابي، مهاجر.

كان في الجاهلية صاحب لواء الكعبة وسدانتها وحجابتها.

اشترك أبوه يوم أحد -وهو مشرك- على جانب جيوش الكفار، فقتله الإمام أمير المؤمنين (ع).

أسلم عثمان بالمدينة المنورة أيام صلح الحديبية في السنة الثامنة من الهجرة، وشهد فتح مكة.

روى عن النبي (ص) بعض الأحاديث، وروى عنه جماعة.

كان يسكن المدينة المنوّرة، فلما تُوفي النبي (ص) انتقل إلى مكّة، ولم يزل بها حتّى تُوفي سنة 42هـ، وقيل: توفي بالمدينة المنورة، ويقال: إنّه استشهد يوم أجنادين ببلاد الشام في السنة الثالثة عشرة للهجرة.

القرآن العزيز وعثمان بن طلحة:

كان سادنًا للكعبة، فلمّا دخل النبي (ص) مكة المكرمة يوم فتحها أغلق المترجم له باب الكعبة، وصعد إلى سطحها، فطلب النبي (ص) منه مفتاحها فأبى وقال: لو علمت أنّه رسول الله لم أمنعه المفتاح، فلوى الإمام أمير المؤمنين (ع) يده وأخذ منه المفتاح وفتح باب الكعبة فدخل النبي (ص) الكعبة وصلّى فيها ركعتين، فلمّا خرج الرسول (ص) من الكعبة سأله العباس بن عبد المطلب أن يعطيه مفتاح الكعبة، فنزلت في عثمان الآية 58 من سورة النساء: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾.

فردّ النبي (ص) المفتاح إليه، ثم أخبره الإمام أمير المؤمنين (ع) بأن الآية المذكورة نزلت في حقّه، فعند ذاك أسلم، فجاء جبريل (ع) إلى النبي (ص) وقال: ما دام هذا البيت فانّ المفتاح والسدانة في أولاد عثمان، فقال النبي (ص) له: خُذوها يا بني أبي طلحة خالدة تالدة، لا يأخذها منكم إلاّ ظالم.

في أحد الأيّام قال المترجمُ له وبنو شيبة وهم يتفاخرون على أمير المؤمنين (ع): نحن أفضل من عليّ بن أبي طالب (ع)، فنزلت الآية 19 من سورة التوبة: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.