عبدالله بن عمر بن الخطاب

هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العُزى بن رباح، وقيل: رياح بن قرط بن رزاح بن عدي القرشي، العدوي، المكّي، المدني، وأُمه زينب بنت مظعون الجمحيّة.

صحابي، مهاجر، روى عن النبي (ص)، وروى عنه جماعة؛ ولد بمكّة قبل المبعث النبوي الشريف بسنة؛ أسلم بمكّة ولم يبلغ الحلم، وهاجر إلى المدينة قبل هجرة أبيه إليها.

لم يحضر واقعة بدر لصغر سنّه، وشهد أحدًا وقيل: لم يشهدها، وأوّل مشاهده الخندق، ثم شهد غزوة مؤتة وواقعة اليرموك وفتح مصر وإفريقية، وشهد غزوات في العراق والشام والبصرة وبلاد فارس.

عاش بعد النبي (ص) 60 سنة يُفتي الناس.

بعد مقتل عثمان بن عفّان امتنع عن بيعة الإمام أمير المؤمنين (ع)، ولم يُساعده التوفيق والحظ في مناصرة الإمام (ع) في حروبه، ويقال: إنّه ندم على ترك القتال مع الإمام (ع)، وكان يقول: ما أجدُ في نفسي من الدنيا إلا أنّي لم أُقاتل الفئة الباغية مع علي (ع)، مع العلم أنّه يروي أحاديث كثيرة عن النبي (ع) في فضائل الإمام أمير المؤمنين (ع) و أهل بيته (ع).

في أيّام حكومة عبد الملك بن مروان دخل الحجّاج بن يوسف الثقفي مكّة وصلب عبدالله بن الزبير، فجاء المترجم له إلى الحجاج وقال: مُدّ يدَك لأُبايعك لعبد الملك، فقد قال رسول الله: من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، فأخرج الحجاج رجله وقال: خذ رجلي، فإنّ يدي مشغولة، فقال ابن عمر: أتستهزئ بي؟ قال الحجاج: يا أحمق بني عدي ما بايعت علياً وتقول اليوم: من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة، أو ماكان علي إمام زمانك؟ و الله! ما جئت إليّ لقول النبي (ص)، بل جئت مخافة تلك الشجرة التي صُلب عليها ابن الزبير.

في أواخر أيّامه فقد بصره، ولم يزل حتّى قتله الحجاج بمكّة سنة 73هـ، وقيل: سنة 74هـ، ودُفن بها بذي طوى، وقيل: بالمحصب، وقيل: بسرف، وقيل بفخ، وهو ابن 86 سنة، وقيل: 84 سنة.

القرآن المجيد وعبد الله بن عمر:

اتفق المترجم له مع جماعة على أن يصوموا النهار ويقوموا الليل، ولا يناموا على الفرش، ولا يأكلوا اللّحم، ويترهّبوا، فبلغ ذلك النبي (ص)، فجمعهم وقال لهم: إنّي لم أُؤمر بذلك، إن لأنفسكم عليكم حقًا، فصوموا وافطروا وقوموا وناموا، فإنّي أقومُ و أنامُ وأصومُ وأفطر وآكل اللحم والدسم، ومن رغب عن سنّتي فليس منّي، فنزلت فيهم الآية 87 من سورة المائدة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾.

كان قد صحب وصاحب بعض اليهود، فنزلت فيه الآية 13 من سورة الممتحنة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ﴾.

طلّق امرأته حائضًا تطليقة واحدة، فأمره النبي (ص) أن يُرجعها ثمّ يمسكها حتى تطهر و تحيض حيضة أُخرى، ثم يمهلها حتى تطهر من حيضتها، فإن أراد أن يُطلّقها فليطلّقها حين تطهر من قبل أن يجامعها، فنزلت الآية 1 من سورة الطلاق: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً﴾.