زيد بن عمرو

هو أبو سعيد زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رباح، وقيل: رياح بن عبدالله بن قرظ بن رزاح القرشي، العدوي، المكي، ابن عم عمر بن الخطاب.

 

أحد شخصيات قريش في الجاهلية، ومن المؤمنين بالله والموحدين له والمتعبدين على دين إبراهيم الخليل (ع).

 

لم يعبد صنمًا، وكان يعيب على قريش ذبائحهم التي كانوا يذبحونها على غير اسم الله، وكان يمتنع من أكل ما ذبح على النصب والتي تضحى قربانا للأصنام، وكان يمنع الناس عن وأد البنات.

 

تجول في الأمصار بحثا عن الدين الحق، فدخل الموصل والشام وغيرها من الأمصار، واجتمع بالنبي الأكرم (ص) قبل بعثته.

 

كان لإيمانه بالله ومخالفته لعقائد قومه موضع إيذاء منهم -وخصوصا من الخطاب والد عمر- فاضطر إلى الخروج إلى أعالي مكة عند حراء، فوكل الخطاب شبابا من سفهاء قريش لمنعه من دخول مكة، فكان لا يدخلها إلا سرا، فإذا علموا بتواجده فيها آذوه وأهانوه ثم طردوه منها؛ لكي لا يفسد عليهم دينهم وكفرهم وشركهم بالله.

 

تنبأ بنبوة خاتم الأنبياء والمرسلين (ص)، ونقل عنه أنه قال: أنا أنتظر نبيًّا من ولد إسماعيل بن إبراهيم ثم من بني عبد المطلب، وأنا أؤمن به وأصدقه، وأشهد أنه نبي وأسمه أحمد، ويقال: إن النبي (ص) قد ترحم عليه.

 

له أشعار تدل على إيمانه بالله وتوحيده له، منها:

أربا واحدا أم ألف رب ** أدين إذا تقسمت الأمور

 

توفي قبل بعثة النبي (ص) بخمس سنين، وقيل: في السنة السابعة عشرة قبل الهجرة، وقيل: قتله النصارى بأرض الشام قبل بزوغ نور الإسلام.

 

القرآن الكريم وزيد بن عمرو

نزلت فيه وفي أبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي الذين كانوا في الجاهلية يؤمنون بالله ويقولون بوحدانية الله الآية ١٧ من سورة الزمر: ﴿وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ﴾.

 

وكذلك شملته الآية ١٨ من نفس السورة: ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾.