الحُجرات: ﴿وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ..﴾

أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ الذي لم يتَّخذْ ولداً ولم يكنْ له شريكٌ في المُلكِ ولم يكنْ له وليٌّ من الذُلِّ وكبِّرْهُ تكبيراً، عددَ كلِّ شيءٍ، ومِلأَ كلِّ شيءٍ، وزِنةَ كلِّ شيءٍ، وأضعافَ ذلك أضعافاً مضاعفةً أبداً سرمداً كما ينبغي لعظمتِه. سبحانَ ذي المُلكِ والمَلكوتِ، سُبحانَ ذي العزَّةِ والجبروتِ، سبحانَ الحيِّ الذي لا يموتُ، سبحانَ المَلكِ القُدُّوسِ، سبحانَ القائمِ الدائمِ، سبحانَ الحيِّ القَيُّومِ، سبحانَ العليِّ الأعلى، سبحانَه وتعالى، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَحْدَه لَا شَرِيكَ لَه وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً (ص) عَبْدُه ورَسُولُه.

أُوصيكم عبادَ اللهِ ونفسي بتقوى الله، فإنَّها نجاةٌ لأهلِها في الدنيا، وفوزٌ لهم في معادِهم في الآخرةِ، وخيرُ ما تواصى به العبادُ، وأقربُه من رضوانِ اللهِ، وخيرُ الفوائدِ عندَ اللهِ، وبتقوى اللهِ بلَغَ الصالحونَ الخيرَ، ونالوا الفضيلةَ، وكرُموا على اللهِ خالقِهم إنَّ الله جلَّ وعلا يقول: ﴿لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ﴾.

وجهُ الشبَهِ بين الغِيبة وبين أكلِ لحومِ الأموات:

 أمَّا بعدُ: فيقول الله تعالى في مُحكم كتابه المجيد: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾(1).

هذه الآيةُ من سورة الحُجرات كنَّا قد تحدَّثنا حول الفقرة الأولى والثانيةٍ منها، والحديثُ بعد ذلك إنْ شاء اللهُ تعالى حول الفقرةِ الثالثة وهي قوله تعالى: ﴿وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾ والواضحُ منها أنَّها بصدد النهي عن الغِيبةِ والتشنيعِ على فاعلِها، فبعد أنْ نهت الآيةُ الشريفةُ عن فعل الغِيبة شبَّهتها بأكلِ لحوم الأمواتِ مِن البشر للتعبير عن شناعةِ هذا الفعل، إذ ما مِن أحدٍ من الأسوياء إلا ويستفظعُ الأكلَ من لحوم أموات البشر، فقد يأكلُ الإنسانُ الميتةَ من سائر الحيوان، وأمَّا ميتةُ الإنسان فلا يجسرُ على تناول شيءٍ منها سوى الوحوش من السباعِ الضارية والمتوحِّشين من البشر الذين لا يملكونَ من صفاتِ الإنسان سوى الصورة.

فقولُه تعالى: ﴿أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا﴾ استفهامٌ يُراد منه الاستنكارُ والتقريعُ وإفادةُ أنَّ اغتيابَ المؤمنِ وذكرَه بسوء في غَيبته لا يقصرُ في القبح والشناعةِ عن تناولِ لحمِه وهو ميِّت، فهو حين يكونُ غائباً يكونُ بمثابةِ الميِّت، فكما أنَّ الميِّتَ لا يشعرُ ولا يقوى على الدفعِ عن نفسِه، فلو شرَّحت لحمَه وبضَّعت أوصالَه ثم قمتَ بمضغها فإنَّه لنْ يشعر، ولن يقوى على الدفعِ عن نفسه كذلك فإنَّ الغائبَ غافلٌ لا يشعرُ ولا يقوى على الانتصار لنفسِه لغَيبته. فذلك هو وجهُ الشبه بين فعل الغِيبة وبين الأكل من لحوم الأموات من البشر.

ثم قال تعالى: ﴿فَكَرِهْتُمُوهُ﴾ أي فكرهتم أكلَ لحم الميِّت لمنافرتِه لمقتضيات الطبعِ السوي، وحيثُ إنَّ أكلَ لحم الميِّت مكروهاً ومستبشعاً فليكن اغتيابَه وذكرَه بسوء في غَيبته كذلك مكروهاً ومستبشعاً.

تشديد الروايات النهيََ عن الغِيبة:

هذا وقد تصدَّت الرواياتُ الشريفة الواردةُ عن أهل البيت (ع) لتشديد النهي عن الغيبة وهي مِن الكثرة بنحوٍ يتشكَّلُ من مجموعها تواترٌ معنوي كما أفاد الأعلام

فمِن ذلك ما رُويَ عن أمير المؤمنين(ع) قال: "إيَّاك والغيبة، فإنَّها تُمقتُك إلى الله والناس، وتُحبِط أجرَك"(2) يعني أنَّ الغيبة تُوجبُ مقتَ الله تعالى لفاعلِها وذلك من أسوأ الآثار لو يتفطنُ الإنسان، وكذلك هي مِن موجبات مقتِ الناس، والأثرُ الآخر للغيبة -بحسب الرواية- هي إحباطُ الأجر، ولعلَّ المرادَ من إحباط الأجر هو أنَّها تمنعُ من قبول الطاعات، فالقبولُ منوطٌ بالتقوى كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾(3) والغيبةُ منافيةٌ للتقوى. ولذلك ورد عن أَبِي عَبْدِ اللَّه الصادق (ع) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه (ص): الْغِيبَةُ أَسْرَعُ فِي دِينِ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ مِنَ الأَكِلَةِ فِي جَوْفِه"(4) يعني أنَّ الغيبة مُفسِدةٌ لدين الرجل بل هي أسرعُ في إفساد دينِ الرجل وإفنائه من داءِ الأكلة حين تكونُ في جوف الإنسان، فكما أنَّ داءَ الأكلة يفضي سريعاً إلى فناء الإنسان أو إعطابه كذلك الغيبة فإنَّها تفضي سريعاً إلى فسادِ دين المُغتاب.

ومن ذلك ما رُويَ عن أمير المؤمنين (ع) أنَّه قال: "اجتنب الغيبةَ، فإنَّها إدامُ كلاب النار"(5)، وفي روايةٍ أخرى: "الغِيبة قوتُ كلابِ النار"(6) ومعنى كَونِ الغيبة -ظاهرا- إدامَ كلابِ النار وقوتَ كلابِ النار هو أنَّ جزاء فاعلِها يومَ القيامة أنَّ لحمَه يكونُ طعاماً تنهشُه كلابُ النارِ في جهنَّم.

تحديد معنى الغيبة المحرَّمة:

ثم إنَّ الكلام حول ما هو المرادُ من الغِيبة التي حرَّم اللهُ تعالى اجتراحَها؟

والظاهرُ أنَّ القدرَ المتيقَّن لمعنى الغيبة المحرَّمة هي كشفُ المستور من عيوب المؤمن في غَيبته، والمقصودُ من العيوب هو الأعمُّ من العيوب الدينيَّة كارتكاب بعض الذنوب أو العيوبِ المتَّصلةِ بخُلُقِه كوصفه بالجبن أو الحماقة أو العيوبِ المتَّصلةِ بجسده أو المتَّصلةِ بثيابه وهيئته وطبيعةِ عملِه ومتعلِّقاته كدارِه أو دابَّته أو المتَّصلةِ بأحوالِه أو المتَّصلة بنسَبه أو غير ذلك من الشؤون المتعلِّقةِ به إذا كانت مُعدَّةً من العيوب والنقائص عرفاً وكانت مستورةً، ولا يُعتبرُ في تحقُّق الغيبة قصدُ التنقُّصِ والتعييب، فهي تتحقَّق حتى في فرضِ عدم قصدِ التعييب والتنقٌّص، فالمدارُ فيما يصدقُ عليه عنوانُ الغيبة المحرَّمةِ هو الكشفُ عن المستور الذي يٌعدُّ بنظرِ العرف عيباً ومنقصةً حتى لو لم يقصد القائلُ التعييب.

تحقُّق الغيبة بالتعريض والإشارة والكتابة:

ثم إنَّ الغيبة كما تصدقُ بالتصريح كذلك تصدقُ بالتعريض كما لو قال أحدُهم عند ذكر أخيه المؤمن الحمد لله الذي عافاني من الغباء أو الحمد لله الذي عافاني من العقم، فإنَّ مثل ذلك يُعدُّ من الغيبة لأنَّ مؤدَّاه وصف المؤمن بالغباء، وكذلك تصدقُ الغيبة بذكر الوصف أو الخبر المستلزِم لاتِّصاف المذكور بأحدِ العيوب كما لو قال أحدُهم إنَّ فلاناً بقي في المرحلة الثانوية سبع سنين، فإنَّ لازم ذلك هو أنَّه سيءُ الفهم أو أنَّه كسول. وكذلك تصدقُ الغيبة بالإشارة أو الحركة المُفهِمة لاتِّصاف المقصود بأحد العيوب أو النقائص كأنْ يحكي مِشيته أو يُشير إلى ما يُفهَم منه إرادة وصفه -مثلاً- بالقصير، بل لا يبعدُ أنَّ الغيبة بالإشارة أشدُّ من الغِيبة باللسان لأنَّها أوضحُ في التنقُّص والتعييب، وكذلك تصدقُ الغيبةُ بذكر شيءٍ من العيوب والنقائص بواسطة الكتابة، فإنَّ القلمَ -كما قيل- أحدُ اللسانين، والمناطُ في صدقِ الغيبة هو كشف العيب المستور بقطع النظر عن طبيعةِ الكاشفِ وأنَّه اللِّسانُ أو القلمُ أو الإشارة.

نعم لا تصدقُ الغيبةُ إلا في فرضِ وجود أحدٍ يفهمُ الكلامَ أو الإشارةَ أو الكتابةَ ويكون المقصود بالغيبة معلوماً لدى المخاطَب، ولا يُعتبر في صدقِ الغيبة حضورُ المقصود بالإفهام مجلسَ الخطاب، فهي تصدقُ حتى لو تمَّ الإفهام عبْرَ المراسلة أو وسائل التواصل.

ثم إنَّه يُعتبر في صدق الغيبة -كما هو المعروف- أنْ يكونَ المقصود بالغيبة والتنقص غائباً كما هو المُستفادُ من الآية الشريفة، فلو تنقَّص أحداً في محضره وكشف عيباً مستوراً فيه فإنَّه لا يكونُ من الغيبة ولكنَّ ذلك لا يعني إباحة هذا الفعل فإنَّه وإن لم يكن غيبةً ولكنَّه من الإيذاء للمؤمن والكشفِ لمعايبه والذي هو من كبائر الذنوب، ولذلك ورد عن الإمام الصادق(ع) أنَّه قَالَ: "مَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا رَأَتْه عَيْنَاه وسَمِعَتْه أُذُنَاه فَهُوَ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّه عَزَّ وجَلَّ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ﴾"(7) فكونُه مصداقاً لهذه الآية لا يتوقَّف على كون المذكور بالعيوب غائباً.

البُهتان أشدُّ حرمة من الغيبة:

وكذلك فإنَّ ذكر المؤمن في غيبته بعيبٍ ليس فيه قد لا يكون من الغيبة -بناءً على أنَّها كشفُ عيبٍ مستور- فإنَّ العيب الذي وصمَه به ليس فيه بحسب الفرض لذلك فهو ليس من الغيبة ولكنَّه من البهتان والذي هو أشدُّ موبقةً من الغيبة، ويُؤيد ذلك ما رُويَ عن الإمام الصادق (ع) أنَّه قال: "الغيبة أنْ تقول في أخيك ما هو فيه ممَّا قد سترَه الله عليه، فأما إذا قلتَ ما ليس فيه فذلك قول الله: ﴿فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾"(8) ففاعلُ البُهتان قد جمعَ بين الكذب وبين التنقُّص من المؤمن وكلاهما من الذنوب الكبيرة الموبِقة لفاعلِها.

وهكذا لو لم يذكره بعيبٍ مستور ولكنَّه نبزه بلقبٍ مرذول أو طعنَ عليه أو أهانه أو سخِر منه فإنَّ ما فعلَه قد لا يكونُ من الغيبة ولكنَّه من التنابز بالألقاب الذي نهت عنه الآيةُ من سورة الحُجُرات، وهو مِن الهمْزِ واللَّمز الذي توعَّد اللهُ تعالى فاعلَهما بالويل في قوله تعالى: ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ﴾(9).

الاستماع للغيبة:

ثم إنَّه كما يحرمُ فعلُ الغيبة كذلك يحرمُ بنظر المشهور الاستماعُ إليها بل أدُّعي عدم الخلاف بين الفقهاء بل بين المسلمين في حرمة الاستماع للغيبة وأنَّ السامع للغيبة أحدُ المغتابين، وعلى أيِّ تقدير فالمتيقَّن ممَّا يحرمُ الاستماعُ إليه من الغيبة هو ما لو كان في الاستماع إليه إغراءٌ للمُغتاب وتشجيعٌ له على الوقيعة بالمؤمن أو كان في الاستماع إمضاءٌ لها أو كان الاستماعُ سبباً في استرسال المغتاب، فإنَّ الاستماع للغيبة في هذا الفرض حرامٌ دونَ ريب، وقد نصَّت الروايات المعتبرة على أنَّ الراضيَ بالفعل كفاعلِه. بل ورد عن أمير المؤمنين (ع) كما في نهجِ البلاغة: الرَّاضِي بِفِعْلِ قَوْمٍ كَالدَّاخِلِ فِيه مَعَهُمْ، وعَلَى كُلِّ دَاخِلٍ فِي بَاطِلٍ إِثْمَانِ، إِثْمُ الْعَمَلِ بِه، وإِثْمُ الرِّضَى بِه"(10).

الأمرُ بردِّ الغيبة عن المؤمن:

هذا وقد ورد في رواياتٍ متظافرةٍ الأمر بردِّ الغيبة، فمِن ذلك ما رود في وصيَّة النبيِّ الكريم (ص) لأبي ذر قال: "يا أبا ذر من ذبَّ عن أخيه المؤمنِ الغيبةَ كان حقُّه على الله أن يُعتقه من النار، يا أبا ذر من اغتيبَ عنده أخوه المؤمنُ وهو يستطيعُ نصرَه فنصرَه نصرَه اللهُ في الدنيا والآخرة، فإنْ خذلَه وهو يستطيعُ نصره خذلَه الله في الدنيا والآخرة"(11).

ورُويَ كذلك عن النبيِّ الكريم (ص) أنَّه قال في خطبةٍ له: "ومَن ردَّ عن أخيه غِيبةً سمعَها في مجلسٍ ردَّ اللهُ عنه ألفَ بابٍ من الشرِّ في الدنيا والآخرة، فإنْ لم يردَّ عنه وأعجبَه كان عليه كوزْرِ مَن اغتاب"(12).

اللهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وآل محمَّد واغفرْ لعبادِك المؤمنين.

﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ / إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ / وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا / فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾

والحمد لله ربِّ العالمين

 

خطبة الجمعة - الشيخ محمد صنقور

10 من شهر شوال 1445هـ - الموافق 19 أبريل 2024م

جامع الإمام الصّادق (عليه السلام) - الدّراز


1- سورة الحجرات / 12.

2- عيون الحكم والمواعظ -الليثي- ص96.

3- سورة المائدة / 27.

4- الكافي -الكليني- ج2 / ص357.

5- الأمالي -الصدوق- ص278.

6- عيون الحكم والمواعظ -الليثي- ص45.

7- الكافي -الكليني- ج2 / ص357.

8- وسائل الشيعة -الحر العاملي- ج12 / ص286. مستدرك الوسائل -الطبرسي- ج9 / ص127.

9- سورة الهمزة / 1.

10- نهج البلاغة -خطب الإمام علي (ع)- ص299.

11- الأمالي- الصدوق- ص537.

12- وسائل الشيعة -الحر العاملي- ج12 / ص292.

13- سورة النصر.