﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ {الفلق/1} مِن شَرِّ مَا خَلَقَ {الفلق/2} وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ {الفلق/3} وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ {الفلق/4} وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ {الفلق/5}﴾

 

النزول:

قالوا أن لبيد بن أعصم اليهود سحر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم دس ذلك في بئر لبني زريق فمرض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فبينا هو نائم إذا أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه فأخبراه بذلك وأنه في بئر دروان في جف طلعة تحت راعوفة والجف قشر الطلع والراعوفة حجر في أسفل البئر يقوم عليها الماتح فانتبه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعث عليا (عليه السلام) والزبير وعمار فنزحوا ماء تلك البئر ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجف فإذا فيه مشاطة رأس وأسنان من مشطة وإذا فيه معقد في إحدى عشرة عقدة مغروزة بالأبر فنزلت هاتان السورتان فجعل كلما يقرأ آية انحلت عقدة ووجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خفة فقام فكأنما أنشط من عقال وجعل جبرائيل (عليه السلام) يقول باسم الله أرقيك من شر كل شيء يؤذيك من حاسد وعين الله تعالى يشفيك ورووا ذلك عن عائشة وابن عباس وهذا لا يجوز لأن من وصف بأنه مسحور فكأنه قد خبل عقله وقد أبى الله سبحانه ذلك في قوله ﴿وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا﴾ أنظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا ولكن يمكن أن يكون اليهودي أو بناته على ما روي اجتهدوا في ذلك فلم يقدروا عليه وأطلع الله نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) على ما فعلوه من التمويه حتى استخرج وكان ذلك دلالة على صدقه وكيف يجوز أن يكون المرض من فعلهم ولو قدروا على ذلك لقتلوه وقتلوا كثيرا من المؤمنين مع شدة عداوتهم له.