سبب نزول الآية الرابعة من سورة الممتحنة

 

* قوله عز وجل: ﴿قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه﴾ يقول الله تعالى للمؤمنين: لقد كان لكم في إبراهيم ومن معه من الانبياء والاولياء اقتداء بهم في معاداة ذوي قراباتهم من المشركين، فلما نزلت هذه الآية عادى المؤمنين أقرباءهم المشركين في الله وأظهروا لهم العداوة والبراءة، وعلم الله تعالى شدة وجد المؤمنين بذلك، فأنزل الله - عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة - ثم فعل ذلك بأن أسلم كثير منهم وصاروا لهم أولياء وإخوانا، وخالطوهم وناكحوهم، وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب، فلان لهم أبو سفيان وبلغه ذلك، الفحل لا يقرع أنفه.

 

أخبرنا أبو صالح منصور بن عبد الوهاب البزار، أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيرى، أخبرنا أبو يعلى، أخبرنا إبراهيم بن الحجاج، أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن مصعب بن ثابت، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه قال: قدمت قتيلة بنت عبد العزى على ابنتها أسماء بنت أبي بكر بهوايا وضباب وسمن وأقط، فلم تقبل هداياها ولم تدخلها منزلها، فسألت لها عائشة النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين - الآية.

 

فأدخلتها منزلها وقبلت منها هداياها.

 

رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه، عن أبى العباس السيارى، عن عبد الله الغزال، عن أبي سفيان، عن ابن المبارك.