سبب نزول الآية رقم (33) من سورة النور

 

* قوله تعالى: ﴿والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم﴾ الآية: نزلت في غلام لحويطب بن عبد العزى يقال له صبيح سأل مولاه أن يكاتبه فأبى عليه، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وكاتبه حويطب على مائة دينار ووهب له منها عشرين دينارا فأداها وقتل يوم حنين في الحرب.

 

* قوله تعالى: ﴿ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء﴾ الآية.

 

أخبرنا أحمد ابن الحسن القاضي قال: أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي قال: أخبرنا محمد بن حمدان قال: أخبرنا أبو معاوية عن الاعمش، عن أبي سفيان عن جابر قال: كان عبد الله ابن أبي يقول لجارية له: اذهبي فابغينا شيئا، فأنزل الله عز وجل - ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء - إلى قوله - غفور رحيم - رواه مسلم عن أبي كريب، عن أبي معاوية.

 

أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون قال: أخبرنا أحمد بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا محمد بن يحيى قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس قال: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن عمر بن ثابت أن هذه الآية - ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء - نزلت في معاذة جارية عبد الله ابن أبي ابن سلول، وبهذا الاسناد عن محمد بن يحيى قال: أخبرنا عباس بن الوليد قال: أخبرنا عبد الاعلى قال: أخبرنا أحمد بن إسحاق قال: حدثني الزهري عن عمر بن ثابت قال: كانت معاذة جارية لعبد الله بن أبي وكانت مسلمة، وكان يستكرها على البغاء، فأنزل الله تعالى - ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء - إلى آخر الآية.

 

أخبرنا سعيد بن محمد المؤذن قال: أخبرنا أبو علي الفقيه قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي قا ل: أخبرنا داود بن عمرو قال: أخبرنا منصور بن الاسود عن الاعمش، عن أبي نضرة، عن جابر قال: كان لعبد الله بن أبي جارية يقال لها مسيكة، فكان يكرهها على البغاء، فأنزل الله عز وجل - ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء - إلى آخر الآية.

 

وقال المفسرون نزلت في معاذة ومسيكة جاريتي عبد الله بن أبي المنافق كان يكرههما على الزنا لضريبة يأخذها منهما وكذلك كانوا يفعلون في الجاهلية يؤاجرن إماءهم، فلما جاء الاسلام قالت معاذة لمسيكة إن هذا الامر الذي نحن فيه لا يخلو من وجهين، فإن يك خيرا فقد استكثرنا منه وإن يك شرا فقد آن لنا ندعه، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

 

وقال مقاتل نزلت في ست جوار لعبدالله بن أبي كان يكرههن على الزنا ويأخذ أجورهن، وهن معاذة ومسيكة وأميمة وعمرة وأروى وقتيلة، فجاءت إحداهن ذات يوم بدينار وجاءت أخرى بدونه، فقال لهما ارجعا فازنيا، فقالتا والله لا نفعل قد جاءنا الله بالاسلام وحرم الزنا، فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكيتا إليه، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

 

أخبرنا الحاكم أبو عمرو محمد بن عبد العزيز فيما كتب إلي أن أحمد بن الفضل الحواري أخبرهم عن محمد بن يحيى قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري أن رجلا من قريش أسر يوم بدر، وكان عند عبد الله بن أبي أسيرا، وكانت لعبدالله جارية يقال لها معاذة، وكان القرشي الاسير يراودها عن نفسها، وكانت تمتنع منه لاسلامها، وكان ابن أبي يكرهها على ذلك ويضربها لاجل أن تحمل من القرشي فيطلب فداء ولده، فقال الله تعالى - ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا - إلى قوله - غفور رحيم - قال أغفر لهن ما أكرهن عليه.