سبب نزول الآية رقم (114) من سورة هود

* قوله تعالى: ﴿وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات﴾ الآية.

أخبرنا الاستاذ أبو منصور البغدادي قال: أخبرنا أبو عمر و ابن مطر قال: حدثنا إبراهيم بن علي قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: حدثنا أبو الاحوص، عن سماك، عن إبراهيم، عن علقمة والاسود، عن عبد الله قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أني عالجت امرأة في أقصى المدينة وإني أصبت منها ما دون أن آتيها، وأنا هذا فاقض في ما شئت، قال: فقال عمر: لقد سترك الله لو سترت نفسك، فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فانطلق الرجل فأتبعه رجلا ودعاه فتلا عليه هذه الآية، فقال رجلا: يا رسول الله هذا له خاصة ؟ قال: لا بل للناس كافة رواه مسلم عن يحيى ورواه البخاري عن طريق يزيد ابن زريع.

أخبرنا عمر بن أبي عمر، أخبرنا محمد بن مكى، أخبرنا محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن إسماعيل، حدثنا بشر بن يزيد بن زريع قال: حدثنا سليمان التميمي، عن أبي عثمان النهدي، عن ابن مسعود، أن رجلا أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فأنزل الله تعالى هذه الآية - أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل - إلى آخر الآية، فقال الرجل: ألي هذه ؟ قال: لمن عمل بها من أمتي.

أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل قال: حدثنا محمد بن يعقوب الاموي قال: حدثنا العباس الدوري، حدثنا أحمد بن حنبل المروزي قال: حدثنا ابن المبارك قال: حدثنا سويد قال أخبرنا عثمان بن مؤمن، عن موسى بن طلحة، عن أبي اليسر بن عمرو.

قال: أتتني امرأة وزوجها بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في بعث، فقالت بعني بدرهم تمرا، قال: فأعجبتني، فقلت: إن في البيت تمرا هو أطيب من هذا فالحقيني، فغمزتها وقبلتها، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقصصت عليه الامر، فقال: خنت رجلا.

 غازيا في سبيل الله في أهله بهذا، وأطرق عني فظننت أني من أهل النار، وأن الله لا يغفر لي أبدا، وأنزل الله تعالى - أقم الصلاة طرفي النهار - الآية.

فأرسل إلي النبي صلى الله عليه وسلم فتلاها علي.

أخبرنا نصر بن بكر بن أحمد الواعظ قال: أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد السجزى قال: أخبرنا محمد بن أيوب الرازي قال: أخبرنا علي بن عثمان وموسى ابن إسماعيل وعبيد الله بن العاصم واللفظ لعلي قالوا: أخبرنا حماد بن سلمة قال: حدثنا علي بن يزيد، عن يوسف بن ماهان، عن ابن عباس أن رجلا أتى عمر فقال: إن امرأة جاءتني تبايعني فأدخلتها الدولج، فأصبت منها كل شئ إلا الجماع، فقال: ويحك لعلها مغيب في سبيل الله، قلت: أجل، قال: ائت أبا بكر، فقال ما قال لعمر ورد عليه مثل ذلك، وقال: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسله، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مثل ما قال لابي بكر وعمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلها مغيب في سبيل الله فقال: نعم، فسكت عنه ونزل القرآن - أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل، إن الحسنات يذهبن السيئات - فقال الرجل: ألي خاصة يا رسول الله، أم للناس عامة ؟ فضرب عمر صدره وقال: لا ولا نعمة عين ولكن للناس عامة، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: صدق عمر.

أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد الطوسي قال: حدثنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا الحبر بن إسماعيل المحاملى قال: حدثنا يوسف بن موسى قال: حدثنا جرير، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل أنه كان قاعدا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل فقال: يا رسول الله ما تقول في رجل أصاب من امرأة لا تحل له فلم يدع شيئا يصيبه الرجل من امرأته إلا قد أصابه منها إلا أنه لم يجامعها، فقال: توضأ وضوءا حسنا ثم قم فصل، قال: فأنزل الله تعالى هذه الآية - أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل - إلى آخرها، فقال معاذ بن جبل: أهي له أم للمسلمين عامة ؟ فقال: بل هي للمسلمين عامة.

 أخبرنا الاستاذ أبو طاهر الروذبارى قال: أخبرنا حاجب بن أحمد قال: أخبرنا عبد الرحيم بن منيب قال: حدثنا الفضل بن موسى الشيباني قال: حدثنا سفيان الثوري، عن سماك بن حرب، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن سويد، عن ابن مسعود أنه قال: " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أصبت من امرأة غير أني لم آتها، فأنزل الله تعالى - أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل، إن الحسنات يذهبن السيئات - ".