سبب نزول الآية رقم (44) من سورة المائدة

 

* قوله تعالى: ﴿إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور﴾ الآية.

 

أخبرنا أبو محمد الحسن ابن محمد الفارسي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون قال: أخبرنا أحمد بن محمد ابن الحسن قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر عن الزهري قال: حدثني رجل من مزينة ونحن عند سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: زنى رجل من اليهود وامرأة، قال بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى هذا النبي فإنه نبي مبعوث للتخفيف، فإذا أفتانا بفتيا دون الرجم قبلناها واحتججناها عند الله، وقلنا: فتيا نبي من أنبيائك، فأتوا للنبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد مع أصحابه، فقالوا: يا أبا القاسم ما ترى في رجل وامرأة زنيا، فلم يكلمهما حتى أتى بيت مدراسهم، فقام على الباب فقال: أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى ما تجدون في التوراة على من زنى إذا أحصن ؟ قالوا: يحمم ويجبه ويجلد، والتجبيه: أن يحمل الزانيان على الحمار ويقابل أقفيتهما ويطاف بهما، قال: وسكت شاب منهم، فلما رآه النبي صلى الله عليه وآله وسلم سكت ألح به في النشدة، فقال: اللهم إذ أنشدتنا فإنا نجد في التوراة الرجم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فما أول ما أرخصتم أمر الله عز وجل ؟ قال: زنى رجل ذو قرابة من ملك من ملوكنا فأخر عنه الرجم، ثم زنى رجل من سراة الناس فأراد رجمه فأحال قومه دونه، فقالوا: لا يرجم صاحبنا حتى يجئ بصاحبكم فيرجمه، فاصطلحوا على هذه العقوبة بينهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فإني أحكم بما في التوراة، فأمر بهما فرجما.

 

قال الزهري فبلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم - إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا - وكان النبي صلى الله عليه وسلم منهم.

 

قال معمر: أخبرني الزهري، عن سالم، عن ابن عمر قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمر برجمهما، فلما رجما رأيته يجنأ بيده عنها ليقيها الحجارة.